عنقي ، وهو لا ينفك يتعاقب شدة وإصراراً : - " مثلاً ، كم كان عددهم ؟ " . قالت : - " قال السيد أحمد زيني دحلان في باب حجة الوداع من كتابه السيرة النبوية : وخرج معه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( من المدينة ) تسعون الفاً ، ويقال مائة ألف وأربعة وعشرون الفاً ، ويقال أكثر من ذلك ( قال ) وهذه عدة من خرج معه ، وأما الذين حجّوا معه فأكثر من ذلك . . . إلى آخر كلامه . ومنه يعلم أن الذين قفلوا معه كانوا أكثر من مائة ألف ولكنهم شهدوا حديث الغدير . . فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس : علي منّي ، وأنا من علي ، ولا يؤدّي عني إلاّ أنا أو علي . . " . وعندها وجدت أن النصر قد حان أن أقبض على عروته وبيدي الثنتين هاتين ، ومن دون أن أتراجع ولا حتّى قيد شعرة أو أنملة ، فقلت لها : - " وإذن ، كان البخاري محقاً في روايته أنها نزلت يوم عرفة ؟ " . - " ما هي ؟ " . - " آية الاكمال ! " . - " لا ! ليس الأمر كما تتصور قط ! ولكن يمكنك أن تقول : إنّ الأمر كان قد اتسق للبخاري كيما يدفعها عن حقيقة تفسير أسباب نزولها الأصلية ، فجاءت مثل هذه الرواية دعماً لادعائه على ما يظن ، وما كان يعتقد أنها على العكس من ذلك تماماً " . - " كيف لهذا أن يتم ؟ " . - " لأنّه لما قفل رسول اللّه بمن معه من تلك الألوف ، وبلغوا وادي خم ، هبط عليه الروح الأمين بآية التبليغ عن ربِّ العالمين ، فحط ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هناك رحله