وها هي الصلاة قد أميتت ، والأمانة قد ضيّعت ، والخمر يباع ويشرب علانية ، وأهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ، والأموال الكثيرة تصرف في معصية اللّه ، وتنفق في سخطه ، والولاة يقربون أهل الكفر ، ويبعدون أهل الخير ، والحدود قد عطلت ، والسلطان يذل المؤمن للكافر ، والرجل يتكلم بشيء من الحق ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ويقول : هذا عنك موضوع ، وظهر الاستخفاف بالوالدين ، وكثر الطلاق ، والنساء قد دخلن فيما لا ينبغي لهنَّ دخوله ، والقضاة يقضون بغير ما أنزل اللّه ، واستحل الربا لا يرى به بأساً ، والرجال تشبهوا بالنساء والنساء تشبهن بالرجال ، وكثر أولاد الزنا ، وظهرت القينات والمعازف ، وتداعت علينا الأمم ، كما تداعت الأكلة على القصاع لكراهيتنا الموت وحبنا للدنيا ، وركبت ذوات الفروج السروج ، وتغنوا بالقرآن ، وتعلموه لغير اللّه ، واتخذوه مزامير ، وهدر فنيق الباطل بعد كظوم ، وتواخي الناس على الفجور ، يمسي الرجل مؤمناً ، ويصبح كافراً ، تحزن