فمعنى الكلامين أن فلاناً لا يجيئني أبداً ، وليس مستعدّاً لذلك إلا في منتصف الليل ، وفي ظل الشروط المذكورة . ولو قلنا : إن فلاناً لا يريد المجيء ، صحَّ قولنا أيضاً ، نظراً لشروطه التعجيزية . وفيما نحن فيه ، مراد السيد مرتضى أن السيد فضل اللَّه يريد أن يطرح تساؤلاته وتشكيكاته مهما كلف الثمن ، من إثارة وهيجان بين المؤمنين ، وبكل الوسائل ، وهو ليس مستعداً لإعادة النظر في ذلك عبر حوار مكتوب اقترحناه عليه ، نعم اقترح هو بدل الحوار المكتوب أن يكون الحوار مسجلاً على الفيديو ، ولكن سماحة السيد جعفر مرتضى وغيره من الوسطاء يقولون : إن رفض ذلك الطلب إنما كان لأجل إطلاق السيد فضل اللَّه التهمة بالدبلجة المخابراتية ، لكل شريط مسجل ربما يكون مستمسكاً ضده ، فلم يعد في ذلك فائدة ترجى ، ومعها رأى السيد مرتضى أنه لا جدوى من هذه المحاورة ولا من تسجيلها ، لأنها أفشلت قبل أن تنعقد ، واقترح عليه أن تكون المحاورة على مرأىً من العلماء ، أو في مكان عام فرفض أيضاً . وسترى في الملحق الأخير ما ينفعك في تعقل حقيقة ما ذكرته لك فراجع . ومن هنا تبين للقارئ كيف يتداعى قول هذا الكاتب ( ص 65 ) : إذا رفض أن يكتب للمؤلف لأنه هو نفسه ما ينشره بكل الوسائل ، ففي ذلك مضيعة للوقت ، وأخذ السيد بجريرة هذا الأمر يصبح تعسفاً ، ولأسباب شخصية بحتة كما لا يخفى على العارفين . يتداعى قول الكاتب هذا ، لأن دعواه أن ما سيكتبه السيد فضل اللَّه هو عين ما ينشره ، دعوى مخالفة للواقع إذا كان ما سيكتبه للسيد جعفر مرتضى هو جملة شكوكه ، لأنه بالمراجعة إلى العلماء وأهل الاختصاص فوان كان الفاعل هو السيد فضل اللَّه تزول تلك الشكوك وتتبدد تلك التساؤلات ، لما