مدعياً زوراً أن العقل العلمي يفرضها مع أن أكثرها قد يزول بالتأمل والمراجعة إلى أهل الاختصاص ، ونحن لو سلمنا صحة زعمه أن العقلي العلمي يفرض هذه الشكوك ، لكن لن نقبل منه أن يدعي ويقول : إن هذا العقل يفرض أيضاً نشر هذه الأفكار عشوائيّاً بين الناس العاجزين عن تقييم هذه الأمور وأدلتها نقضاً وإبراماً . وبينما هو كذلك ، تراه يعلل عدم رضا سماحته بالنصيحة فيقول : إن من حق العالم أن يظهر علمه الخ . ولا أدري أي علم هو هذا الذي يجب على سماحته إبرازه مع أن آراءه باعتراف « كاتبنا المدقق » ! عبارة عن مجرد شكوك وتساؤلات ؟ ! وأي إيمان هو الذي يتعلق بهذه الآراء ( الشكوكية ) ؟ وكيف بنى سماحته إيمانه وقناعته على هذه الآراء ( الشكوك ) ؟ ! . ولست أدري كيف فسرَّ البينات في قوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم اللَّه ويلعنهم اللاعنون ) [ البقرة : 159 ] . وكيف تمكن من تطبيقها على الشكوك والتساؤلات ، ولو كانت « منهجية » ! على حد زعمه ؟ ! . وهل الشك إلا محض عدم العلم ، فكيف يكون دليل لزوم بث العلم منطبقاً على إثارة الشك الذي هو ضد العلم ؟ ! وهل المطلوب من العالم أن يبث شكه وتساؤله يمنة ويسرى ؟ وكيف يقبل أن يبث عالم الدين شكه في مسألةٍ ما ، بدعوى كونه عالماً بغيرها من المسائل ، فهل هو مكلف بهذا ؟ . وأي أمر أو تكليف يقتضي منه ذلك ؟