في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء . وها نحن نرى الكاتب قد طعن بالسيد مرتضى بإخلاله بما لم يرد ذكره أو اعلانه في كتاب مأساة الزهراء ( ع ) ، حفاظاً على بعض ماء الوجه ، لكن الظاهر أن الحق في هذا المقام ، أحق أن يقال لا أن يتبع فقط . تمييع محل النزاع يقول الكاتب ( ص 56 ) : فكيف بالتساؤل حول معطيات تاريخية لا تشكك بأصل الحادثة ، إنما تبغي التثبت من بعض وقائعها . وهذا مع كونه تقليصاً صارخاً لموضع النزاع ، فهو كذب وافتراء على السيد فضل اللَّه نفسه ، وهو الذي صرح مراراً بأن الثابت هو التهديد بالإحراق حسبما ينقله هو عن السيد شرف الدين ( ره ) ، وذلك حين قال القائل : أحرقوا الدار بمن فيها قالوا : إن فيها فاطمة ! قال : وإن . وحتى هذا المعنى ( يعني التهديد ) ، فقد أفرغه سماحته من محتواه وأفسد معناه حين فسّره فقال ( بالعامية ) : إحنا ما لنا شغل بفاطمة ، إحنا ، جايين نأخذ علي [1] . ( صفر 1417 ه درس التفسير ) . وقد أذيع على الهواء من الإذاعة وأعيد أكثر من مرة . ونحن نقول : إذا لم يكن لهم شغل بفاطمة ، فمعناه أنه لم تكن أذيتها مقصودة لهم ، ولا نعلم إن كان بذلك يتحرى العذر لمن آذاها عمداً ، ممن
[1] وصف ذلك السيد فضل اللَّه هذا الصيف ( 97 ) في جلسة عقدها في بيروت مع بعض طلاب العلوم الدينية من اللبنانيين المقيمين في قم المقدسة ، وصفه بأنه انما كان ناشئاً عن زلة لسان ، مع أنه حمل على المنابر على من اعترضه في هذا الخصوص حملة نكراء ونعتهم بأوصاف مشينة أقلها أصحاب العقد ، وعدم الفهم ، والتحجر وربما المخابرات أيضاً .