وبرأهم أنواراً ، وأن اللَّه تعالى خلق الكون لأجلهم ، يقول ( ص 13 ) من المجلة نفسها : وهكذا نجد أن السؤال يفرض نفسه في الأحاديث التي تدل على أن اللَّه خلق الكون لأجلهم ، فإننا لا نستطيع أن نجد له تفسيراً معقولاً حتى على مستوى وعي المضمون في التصور الفكري ، فهل القضية واردة في نطاق التشريف ، أو في نطاق الدور الرسالي أو في نطاق الهداية أو ما إلى ذلك ؟ وهذا هو عين إزاحة أهل البيت ( ع ) عن مواضعهم التي وضعهم اللَّه فيها ، وذلك لكثرة الروايات الواردة في هذا المعنى عند الفريقين من المسلمين ، حتى أثبت تواتره العلامة الكبير السيد مير حامد حسين الموسوي الهندي صاحب عبقات الأنوار في كتابه [1] . ومع هذا نرى السيد فضل اللَّه يقول : ماذا ينفع أو يضر أن نعرف أو نجهل أن الزهراء ( ع ) [ ولا بد من أن يكون غيرها من المعصومين مثلها ] نوراً أوليست بنور ، فإن هذا علم لا ينفع من علمه ولا يضر من جهله ( مأساة الزهراء ج 1 ص 83 ) . ولما سئل عن خلق اللَّه النفوس قبل خلق سيدنا آدم ، ثم خلق اللَّه سيدنا محمد ( ص ) قبل آدم ( ع ) ؟ أجاب بما لفظه : المهم أن اللَّه خلق آدم ، وخلق محمد وخلقنا ، وليست مشكلتنا كيف كان الخلق ، هذا أمر لم نكلف فيه دينيّاً ، فلذا لا نحتاج إلى الخوض فيه ، لأن علينا أن نخوض فيما يمكن أن يفيدنا في عقيدتنا وفي حياتنا . ولما سئل عما ذكره الإمام الخميني ( رض ) في كتابه الحكومة
[1] لاحظ الجزء الخامس من كتاب عبقات الأنوار ، وهو الجزء الخاص بأحاديث أنوار أهل البيت ( ع ) وقد وصف مؤلفه في أعيان الشيعة بأنه ليس له نظير في علماء الاسلام فراجع .