والتاريخية ، على نقله ، رغم حرص الآخرين المتضررين من نشره على طمسه ، وإخفاء ذكره . ومن الواضح : أن هذا الأمر ليس كسائر حوادث التاريخ ؛ لأن له مساساً في الناحية العقيدية ، من حيث أنه يقدم وثيقة دامغة فيما يرتبط بالحاكمية بعد الرسول ، وبشروط ، ومواصفات ، ومؤهلات من يتصدى لذلك . وهو يعكس لنا الحقيقة فيما يتعلق بأمانته على دين اللَّه ، وحرصه على شريعته ، وعلى عباده وبلاده . ولست أدري لماذا هذا الحرص الظاهر على تبرئة أولئك الذين ظلموا ، واعتدوا ، وغصبوا ، مع أن لحسن الظن حدوداً . وحين كنت في بيتكم قبل أشهر وقلتم : لا يعقل أن يتجرأ القوم على الزهراء بملاحظة موقعها لدى الكافة ، فالكل كان يحترمها ويجلها . حتى قلتم : إن كان قد صدر شيء فلا بد أن لا يكون قبيحاً في المستوى الذي نتصوره . قلت لكم : فقول القائل : إن النبي ليهجر لم يكن قبيحاً . فقلتم : ليست هذه مثل هذه . فقلت لكم : ما الفرق . ولم أستطع حتى الآن أن أعرف هذا الفرق ، فإن من يواجه النبي الأعظم هذه المواجهة الشرسة من أجل الموقع والمنصب ، هل يتورع عن شتم وضرب امرأة تريد أن تمنعه من الوصول إلى ذلك الموقع والمنصب . ومن أجل الموقع والمنصب أيضاً ؟ ! . . وهل عار شتم النبي الأعظم ( ص ) أخف في نفسه من عار شتم امرأة ؟ ! ! . . لقد كنت أظن أن ما تثيرونه من تساؤلات ، ما هو إلا محاولة لتحريك الجو العلمي ، حسبما كنتم تقولونه لي . . ويفاجئني الآن أن أرى أن ذلك يعكس قناعات ، أو يشير إلى وجود شكوك حقيقية في كثير من المسائل ، التي هي فوق كل الشبهات لشدة وضوحها ، وسطوع البرهان فيها .