ومن الواضح أن الهم العالمي لإبعاد المسلمين عن قضاياهم التي تتعلق بمصيرهم وأهدافهم ، امتد إلى أكثر من بلد من البلدان الإسلامية وخاصة في لبنان ، وفي بعض المواضع في الجمهورية الإسلامية . وأحب أن يكون تعليقي الأول على مثل هذه القضايا وما يثار حولها ، أن نلتفت إلى قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . وإلى قوله أيضاً : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ) . وسأبين ما هي طبيعة هذه المسألة وما أثير حولها ، وقد عودتكم أن أكون صريحاً معكم في كل القضايا . قبل سنة ، وفي اجتماع للجنة النسائية في مسجد الإمام الرضا ( ع ) في بئر العبد تحدثت عن شخصية الزهراء ( ع ) ، وبينت ما تستحقه من تعظيم وتقديس باعتبارها المرأة الإسلامية النموذجية والتي يجب على كل نسائنا الاقتداء بها وجعلها الأسوة الحسنة لهن ، وسئلت عن مسألة كسر ضلع الزهراء ( ع ) فقلت آنذاك : إن الرواية حسب اطلاعي الواردة في هذه القضية ضعيفة ، وقلت : إن التحليل التاريخي يجعل الإنسان متحفظاً في هذا الموضوع ، لأن الزهراء ( ع ) كانت تملك محبة وثقة وعاطفة لدى الناس لم يبلغها أحد ، لذلك عندما هجم من هجم ليحرق بيتها بالحطب وذلك عندما امتنع علي ( ع ) عن المبايعة واعتصم في بيته قيل له : ( إن فيها فاطمة ) ولم يقولوا : فيها علي ، ورد هو بغلظته : ( وإن يكن ) . إن المسألة لا تعدو إثارة الاحتمال المبني على ما ذكرت ، وهو احتمال تحليلي علمي . وكثيراً ما يثير الإنسان بعض التساؤلات وعلامات الاستفهام من أجل الوصول إلى جواب لما يثار أمامه . ولم يصدر فمن جانبي وقتذاك جواب حاسم ينفي الواقعة وأنها لم تقع ، والشريط موجود عند كل الناس . كنا نقول : إن هناك تحفظاً بالرواية الواردة ، لأن سندها ضعيف ، ولأن