وفي رواية القتيبي ، وجمعٍ غيره : أنَّهم لما أبوا أن يخرجوا ، دعا عمر بالحطب ، وقال : والَّذي نفس عمر بيده ، لتخرجن ، أو لأحرقنها عليكم على ما فيها . فقيل له : إنَّ فيها فاطمة ؟ ! فقال : وإن . . . وفي رواية ابن عبد ربّه : إنَّ فاطمة قالت له : يا ابن الخطاب ، أجئتنا لتحرق دارنا ؟ قال : نعم . وفي رواية زيد بن أسلم : أنَّها قالت : تحرق عليّ ، وعلى ولدي ؟ . قال : إي واللَّه ، أو ليخرجن ، وليبايعن . ثُمَّ إنَّ القوم الَّذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها وبكاءها ، انصرف أكثرهم باكين ، وبقي عمر وقوم معه ، فأخرجوا عليّاً . حتّى في رواية أكثرهم : إنَّ عمر دخل البيت ، وأخرج الزبير ، ثُمَّ عليّاً . واجتمع النَّاس ينظرون ، وصرخت فاطمة وولولت ، حتّى خرجت إلى باب حجرتها ، وقالت : ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت نبيكم » . « . . . وكفى ما ذكروه في ثبوت دخول بيتها ، الَّذي هو من بيوت النبيّ ( ص ) بغير إذنها ، وفي تحقق الأذى ، لا سيما مع التهديد بالإحراق ، حتى أنَّ في « الاستيعاب » ، وكتاب « الغرر » وغيرهما ، عن زيد بن أسلم ، أنَّه قال : كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى دار فاطمة » . « وقال رحمه اللَّه : . . . إنَّ الَّذي يظهر من روايات القوم ، التي نقلناها من كتبهم ، موافقة لما روي عن ذريتها الأئمة وغيرهم ، هو أنَّ أسباب الأذية لم تكن شيئاً واحداً ، بل كانت متعددة ، تواترت منهم عليها من حين وفاة أبيها ( ص ) إلى أن توفيت هي ؛ من الهجوم على بابها ، بل على داخل بيتها بغير إذنها ، وسائر ما ذكرناه ، حتّى لو فرضنا أنَّه لم يصدر منهم غير محض