responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 175


فكيف يمكن الجمع بين الأمرين بغير ما صنع أمير المؤمنين ( ع ) بحكمته البالغة ونظرته الثاقبة ؟ ! .
ثالثاً : يقول السيد فضل الله : ( الندوة ج 2 ص 140 ) إن وقتها ( أي السيدة الزهراء ( ع ) ) في الأيام التي عاشتها بعد رسول اللَّه كان موظفاً في الدفاع عن علي عليه السلام .
كما يقول ( الندوة ج 1 ص 61 ) : كانت كل قضيتها بعد رسول اللَّه هي حق علي في خلافته كإمام ( انتهى ) .
فالزهراء ( ع ) موظفة للدفاع عن حق علي ( ع ) في الإمامة ، ونحن سمعنا قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته واللَّه يعصمك من الناس ) ، وأنها نزلت في ولاية أمير المؤمنين ( ع ) .
وهذا الأمر - أعني إمامة أمير المؤمنين ( ع ) ، وهو الأمر الذي يعد الإخلال بتبليغه إخلالاً بتبليغ الرسالة كلها - ألا يستحق من فاطمة ( ع ) كل الجهد والتضحية في سبيله ، وبكل وقتها وطاقاتها ، وبكل ما تملكه من جاه « ومحبة في قلوب المسلمين » ! - كما يقول السيد فضل اللَّه - ولو أن محبتهم هذه لها ، لم تحقق غرضها ، ولم تمنعهم عما أقدموا عليه في حقها .
أليست هذه الرسالة هي التي استدعت من الإمام الحسين ( ع ) أن ينتفض وينهض في ثورة على الظلم والظالمين ، ما أدى إلى تضحيته في ذلك السبيل بنفسه وأهله وولده وأصحابه ؟
فإذا كانت وظيفتها ( ع ) أن تدافع عن حق علي ( ع ) ، فأقدم القوم على ضربها وإسقاط جنينها أثناء قيامها بواجبها الديني العظيم ، فما ذنب علي ( ع ) لو لم يدفع القوم عنها ، لعدم قدرته عليه ، لأنهم أخذوه كالأسير بعد ذلك ؛ ولخوفه الابتلاء بما ينجر معه إلى هدم الإسلام أو ثلمه .

175

نام کتاب : جاء الحق نویسنده : الشيخ محمد أبو السعود القطيفى    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست