بالإحراق ، كان البحث فيه من تحصيل الحاصل ، لكن التهديد لا يسمى هجوماً . هذا أولاً : وبالتالي فالكلام في الهجوم ليس من تحصيل الحاصل كما ادعى هذا الكاتب . وثانياً : لست أدري كيف يتجاسر هذا الجاهل على أمير المؤمنين ( ع ) ، ونحن مجرد أتباع لعلي ( ع ) ، وهو إمامنا وليس الكاتب إماماً لعلي كي يحدد له تكليفه على طبق موازينه المتخلِّفة ، وأفكاره المضطربة ، وإدراكاته القاصرة . وكيف تعقَّل هذا الكاتب من علي أن يسكت عن أمر الخلافة ، حيث يقول ( ع ) : إني خفت أن أرى في الإسلام هدماً ، فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه فأمسكت يدي ، حتى إذا رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يريدون محق دين محمد ( ص ) ، فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً ، تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم هذه التي هي متاع أيام قلائل ( نهج البلاغة ) . علماً أن هذا الأمر من أشد الأمور ظلماً على فاطمة ( ع ) فضلاً عن علي ( ع ) باعتراف السيد فضل الله ( أجوبة المسائل المؤرخة 16 جمادى 2 / 1417 ) . فكيف يعقل الكاتب هذا الأمر ، ولا يعقل منه ( ع ) أن لا يتصرف ينحو يُرى معه في الإسلام كل هدم وثلم ، ولو كان ذلك في سبيل الدفاع عن فاطمة ( ع ) ، ولو كانت فاطمة ( ع ) هي وديعة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسلَّم عنده وعند الأمة . صحيح أن أمير المؤمنين ( ع ) مأمور أن يدفع عن فاطمة ( ع ) كل ما يؤذيها ، ولكنه أيضاً مأمور بعدم ارتكاب ما يوجب أي هدم أو ثلم في الإسلام .