مما يدل على أن النبي كان لم يزل بحاجة إلى من يعوضه حنان أمه ، إلى أن قامت ابنته بهذا الدور . وهذا يستبطن قولاً بالنقص ، بل هذا الكلام هو النقص بعينه ، ونزيد على ذلك تصريحه في مقابلته الإذاعية التي أجريت بتاريخ ( 22 / 11 / 93 ) ، حيث يقول : كلمة « أم أبيها » تعني الإحساس النبوي باستفادة عاطفة الأم التي فقدها في طفولته فعاش فراغها في مشاعره . فالمشكلة أن يكون الأب وهو النبي محمد ( ص ) بكل أوصافه وخصاله وكماله بحاجة إلى من يسد له فراغ الأمومة الذي يعيشه ، ولو كانت ابنته التي تسد له هذا الفراغ بمستوى الزهراء ( ع ) . ومن هنا نعرف بطلان استنكار الكاتب ( ص 88 ) على سماحة السيد مرتضى ، نسبته إلى السيد فضل اللَّه قوله بعقدة النقص في حق النبي ( ص ) ، إذ ما معنى جوع العاطفة ، وما معنى أن يعيش ( ص ) هذه العاطفة المفقودة في مشاعره ؟ لاحظ ( بينات 16 / 5 / 97 ) . وبعد هذا يظهر أيضاً سقوط كلام الكاتب حين يقول ( ص 90 ) : لماذا توضع الأفهام دائماً في حالة صدامية في مواجهة بعضها البعض . وسبب سقوطه ، هو أنه إذا تبين وجه الخلل في كلام السيد فضل اللَّه ، فلن يكون كلام السيد مرتضى المبيِّن لهذا الخلل الموجود في كلام السيد فضل اللَّه إلا مصادماً لهذا الكلام المختل ، فالصدام بين الكلمات يتحقق تلقائياً عندما تتعارض اتجاهاتها ، حين يتفلت بعضها من الضوابط والمعايير الخاصة ، فيضطر البعض الآخر إلى تبيان هذا الأمر ، والتنبيه على مواضع الانزلاق فيه . ومن الغريب كيف يعتب هذا الكاتب على هذا الصدام ، بمجرد أن رأى كلمة الحق في كلام السيد مرتضى أقوى منها في كلام غيره ؟ !