وصحة الانتماء إلى الإطار المذهبي العام . العقيدة الشخصية ومن هنا انطلقت الدعوة من السيد جعفر مرتضى إلى السيد فضل اللَّه للتقيد في ما يثيره بين الناس بالإطار الإنتمائي العام ، والدعوة إلى التقيد بالإفصاح للمخاطبين عن هوية هذه الطروحات ، وأنها ليست محكومة لهذا الإطار فيما لم تكن كذلك ، والإعراب عن أنها مجرد آراء شخصية لصاحبها لم يدرج عليها السلف الصالح من علمائنا وهي تخالف ما أخذه عنهم ، وتخالف ما أخذه علماؤنا يداً بيد عن أئمتهم ( ع ) . وإذا أخذنا بعين الاعتبار ظاهرة رجوع الناس إلى العلماء ، نجدهم إنما يرجعون إليهم ليستخبروا الحال في كثير من أمور العقيدة والشريعة بنظر أهل الشرع عامة ، وبالخصوص علماء مذهبهم ، ومع ملاحظة هذا فمن الضروري عدم الإجابة بغير ما هو كذلك ، ولو أراد أحد أن يفعل ذلك ، فاللازم عليه أن ينبه على أنه ليس من المأخوذ عنهم ( ع ) ، ولا من المقتبس من أنوارهم ( ع ) . ومن هنا كانت هذه الطروحات التي أثارها سماحته ، مما حاول فيها صدم الواقع ، والتجديد ، وتصحيح الفاسد من التراث ، أو التخلص من التركة الثقيلة في كثير من القضايا ، عقيدة شخصية له ، لأن ذلك لم يكن محكوماً لمجموعة القوانين والضوابط العامة للإطار العقيدي والتشريعي العام ، وفي ما تقدم من الأمثلة كفاية ، ومع أنه لا بأس بمراجعتها فلا داعي لإعادتها . على أنك عرفت أنه يصرح بأن كل ما عدا الحقائق الإسلامية البديهية ، فهو فكر بشري وليس فكراً إلهيّاً ، فعلى هذا أكثر فكره بشري ، وكثير منه شخصي ، فلماذا يتحسس الكاتب من القول بأنها عقائد شخصية له ؟ ؟