يخاف أحد من طرح فكره في فهم الإسلام في هذا الجانب أو ذاك ونحن بدورنا نتمنى عليه أن لا يسعى ، وأن لا يفسح المجال أمام من يسعى ، لإخافة من يطرح هذه الأفكار في فهم الإسلام لمجرد أنها تخالف فكره وتسعى إلى ترويج ما لا يروق له مما اتفق عليه علماء الإمامية . تنازل الشيعة ولا نريد إطالة الكلام كي لا نثقل على القارئ الكريم ، ونترك التعليق لعقله الواعي وضميره الحر ، للقيام بمهمة الحُكْم بالعدل والإنصاف ، ومن ثم ليفهمنا إذا فهم هو بأي وجه من الوجوه المعقولة يمكن الجمع بين هذه الكلمات لرفع التناقض المستحكم فيها . نعم ربما يصلح قوله الآتي لتسليط بعض الضوء على ما يرمي إليه . يقول في كتاب للإنسان والحياة ( ص 195 ) ومجلة المعارج ( ص 434 ) : المشكلة هي . . . وأن الشيعة لا يريدون أن يتنازلوا عن أي شيء مما ورثوه ، بقطع النظر عما إذا كان ما ورثوه يخضع ، للدليل والبرهان أو لا يخضع لأن القضية في بعض أوضاعها ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون ) . وبذلك تتضح المفارقة في ما ذكره هذا الكاتب بقوله ( ص 22 ) : هدفنا هو توسيع فضاء العقل والاعتراف بقدرات الناس على التفكير ، وأخذ القرار أو حسم الخيار في مصيرها ومسائلها ، ونبذ مقولة العامة التي تسلب عن الناس خواصهم البشرية والنفسية . . . فالحديث عن حفظ الإشكالات ضمن جدران مغلقة وفي مجالس الخاصة ، هو جزء من ذهنية الاستخفاف بعقول الناس وسياسة إخضاع الناس بلغة التخويف والتهويل .