ومثال الثوابت : الرجعة الثابتة لأئمة أهل البيت ( ع ) ، في آخر الزمان ، فهي أمر مقطوع الصحة في المذهب ، للقطع بصحة الأخبار الكثيرة جدّاً ، إن لم نقل المتواترة ، كما وصفها بذلك العلامة السيد عبد اللَّه شبر ، في كتابه حق اليقين في أصول الدين ( ج 2 ص 2 و 3 ) ، ولا يشك في ذلك إلا من اقتبس من غير أنوارهم ( ع ) ، لكن لا يجب السعي لتحصيل العلم بها وبتفصيلاتها ، ولا يضر بإيمان المكلف جهله بها . لكن لو أنكرها العالم مع توافر الروايات الدالة عليها ، استلزم ذلك تكذيب النبي ( ص ) والأئمة في إخبارهم ، ومعه يشكل الأمر ويُترَيث حتى ينظر في الشبهة التي دعت المنكر للاقدام على انكاره هذا . ومثلها في هذا الأمر الشفاعة لوضوح معناها وأدلتها الدالة عليها واستلزام نفيها ، نفي الكم الهائل من الآيات والروايات المثبتة لها ، والواضحة في معناها ، مما يستلزم بالتالي تكذيب النبي ( ص ) وأهل بيته الطاهرين ( ع ) . . تحصين الاعتقادات لا يكون بالتشكيك : ثم تصدى بعد هذا كاتبنا الحاذق ! للإشارة إلى أن الفارق بين من يثير التساؤلات حول ثبوت أحداث تاريخية ! « وليلاحظ اقتصاره على لفظة تاريخية » ، ليثير النقاش من حولها ، ويطرح قيمة وثائقها الدالة عليها ، وبين من يؤكد الوقائع التاريخية ويدعي يقينيتها ، ويتهم المخالف بالرِّدة أو بالخروج عن المذهب ، هو الفارق بين منهجية من يحصّن ! ! الاعتقاد بالوعي والتفكير والبحث ، وبين منهجية تثير الرعب باسم مقامات الأولياء وتقمع العقل باسم المقدسات الخ . . . ( ص 25 ) . ولعمر الحق لست أدري كيف يكون من جل آرائه شكوك وتساؤلات فكما اعترف الكاتب نفسه ( ص 27 ) محصناً للاعتقاد بالوعي أو التفكير