الشتائم والتهم ؟ وكأني به نحر نفسه قبل أن يقيّم منهج سماحة السيد جعفر مرتضى في كتابه مأساة الزهراء ( ع ) ، ثم قبحَّ منهجه ولم ينتقص من قدر سماحته ( أيده اللَّه ) . أسلوب التهمة وأسلوب الحوار تستعرض هذه « الأبحاث المنهجية » ! مقتضيات الحوار العلمي ، فيُخال كاتبها بادىء الأمر سابحاً في غمار العلم والحقيقة ، ولكن سرعان ما يستوقفك قوله ( ص 24 ) : « يُبحث ( في الحوار العلمي ) وفق ما يراه صاحب الكتاب أقرب إلى الحقيقة ، وهذا ما افتقده الكتاب ( مأساة الزهراء ) » . والظاهر أن هذا الكاتب لا يعلم أن الحوار العلمي ، إنما يدار وفق المعايير الصحيحة ، الواضحة ، والمسلمة بين طرفي الحوار معاً ، لا وفق ما يراه أحدهما دون الآخر ، وبناءً على هذا وغيره معه صحَّ من هذا الكاتب ، أن ينسب إلى كتاب ( مأساة الزهراء ) افتقاده لهذا ( الحوار العلمي ) على طريقته ، وذلك لكون البحث فيه ليس في خصوص ما أذعن به مؤلفه السيد مرتضى دون غيره . بل هو بحث وفق الأسس المسلمة التي ينبغي ان يدور فيها الحوار بين الطرفين المتنازعين . ولعل أهم ما يتعرض إليه هذا الكاتب في هذه الفقرة ، هو دعواه حكم المحقق المدقق السيد جعفر مرتضى بمخالفة اجتهاد « البعض » لثوابت المذهب ( ص 24 ) . وهذا الحكم هو التهمة التي ألقاها على كاهل سماحته ، مبرأً السيد فضل اللَّه منها ( أي التهمة ) بقوله ( ص 24 ) : إننا لم نجد رأياً واحداً صدر عن البعض يخالف الثوابت ، ويسقط