اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الضنين . . . وهذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني . أقول : وأيم اللَّه إن المرء ليحار ، أيصدِّق كلام هذا الكاتب ؟ أم يصدق كلام زميله في كيل الشتائم والتهم وحشد الأكاذيب والأباطيل ، صاحب الهوامش النقدية ( ص 91 ) حيث يقول : إن السيد مرتضى نفسه استبعد صدور بعض ما يروى عن الزهراء ( ع ) وهو قولها لعلي ( ع ) : اشتملت شملة . . . إلخ . شيءٌ من الحقيقة ومع أن عبارة الهوامش هنا أقرب إلى الواقع إلا أنها غير دقيقة ، لأن السيد مرتضى لم يكتف بالاستبعاد بل قال : نحن لا نوافق على ما يقال ، وهذا صريح برفض سماحته لهذا المعنى ، ولكنه لالتفاته إلى احتمال الزيادة أو النقيصة ، واحتماله إرادة معنى من المعاني التي عيينا عن أن نلتفت إليها في هذه الرواية ، استدعى ذلك منه - كما هي سيرة علمائنا الأبرار - تأويل الخبر غير المعمول بظاهره ، لاحتمال صدوره عنهم فلا يكون بذلك من أمقت الناس إلى أهل البيت ( ع ) ، الذين يردون الخبر عليهم ، ولعله قد صدر عنهم كما يفعل غيره وقد تقدمت الرواية فراجعها . وربما كان مقصود الكاتب هنا أن الذنب أو الخطأ لا ينبغي أن يحتملا في حق المعصوم ، ولذا وجب أن ننفي هذا الأمر عن الزهراء ( ع ) بصورة قطعية . لكنك عرفت أن العلامة السيد جعفر مرتضى إنما احتمل كون المراد غير ما هو ظاهر من الرواية ، ولم يحتمل في حق المعصومين ما ينافي شأنهم كالذنب والخطأ . ومع كل هذا فلو سلمنا صحة ما ادعاه الكاتب في حق السيد مرتضى ، فليس هو أقبح مما نسبه السيد فضل الله إلى موسى ( ع ) وهارون ( ع ) من