إذ بعد سكوته ( ع ) عن استرداد حقه في الإمامة بالقوة وبأي ثمن ، وهي من أهم الأمور التي ظلمت فيها الزهراء ( ع ) ، كما صرح بذلك السيد فضل الله ( أجوبة المسائل المؤرخة في 17 جمادى الثانية 1417 ه ) . فكيف يفرض الكاتب الفطن أن من واجبه ( ع ) أن يتحرك للدفاع عن فاطمة ( ع ) في ما هو أقل من ذلك أهمية بنظره ؟ ؟ - علماً أنه من الفظائع في نفسه - مع أنه ينجر إلى ما كان سينجر إليه دفاعه عن الإمامة ، من القتل والمعارك والهدم والثلم في الإسلام وهو المحذور الذي فرَّ منه . التفريط بوديعة الرسول ( ص ) وبعد هذا تعرف بطلان قوله ( ص 156 ) : ومتى عرف عن الإمام علي ( ع ) تفريطه بوديعة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسلَّم ، وتركها تهان وتؤذى ، دون أن يقلب الأرض على رؤوس هؤلاء ، وهل الدين إلا تلك المكارم التي ما عهدناها عند أحد كما كانت عند رسول اللَّه والإمام علي ( ع ) ؟ ! . حيث اتضح من هنا عدم تفريطه ( ع ) بوديعة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسلَّم ، وأن ليس تكليفه ( ع ) قلب الأرض على الرؤوس ولو كان الثمن هو الإسلام ، وأن المكارم التي تحدث عنها الكاتب ، من جملتها الصبر على تحمل الأذى ، والتضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل اللَّه ، هذا وليست الشجاعة فقط في الحرب والقتال ، على أن الشجاعة التي عرف بها ( ع ) ، لم تكن لتنحى به هذا المنحى الذي أشار إليه الكاتب ، لأنه أقرب إلى التهور منه إلى الشجاعة ، بل هو التهور بعينه ، فعلي ( ع ) شجاع لكنه حكيم ، وعلي ( ع ) قوي لكنه صبور ، وعلي ( ع ) صاحب حق لكنه يخشى فوات حقوق أخرى فلم يكن يسعه التصرف إلا كما عرفت .