مضمونها ، بناءً على القاعدة التي تقدمت ، ولا يطعن على السيد فضل الله مقولاته التي يسعه معها إيراد هذه الرواية ، والاعتقاد بجميع مضمونها ، وهو الأمر الذي نسبه هذا الكاتب الصادق ! زوراً وبهتاناً ، إلى السيد مرتضى ثم استهجنه منه . عرض الرواية على عقائد السيد فضل اللَّه يقول السيد فضل الله بأن اللَّه تعالى يزود الأئمة بما يحتاجون إليه من العلم في إمامتهم لا أكثر ( الندوة ج 1 ص 360 - 362 ) مضافاً إلى عدم قوله بأن أحوال الأئمة ( ع ) والأنبياء قبل البعثة أو الإمامة كانت أحوال نبوّة وإمامة ( الفكر الجديد العدد 6 / ص 42 ) . فبناءً على هاتين المقولتين لماذا يفترض هذا الكاتب الفطن ، في علي ( ع ) أن يكون عالماً بالمسألة ، والحال أنه لا يجب أن يعلم بذلك عند السيد فضل الله ؟ لأنه حينئذ لم يكن بإمام ؟ وعليه فليس هناك من مشكلة عند سماحته في الالتزام بهذه الرواية ، وبما تضمنته من عدم اطلاع علي ( ع ) على بعض الأمور قبل الإمامة . وقوله ( ع ) : سلوني قبل أن تفقدوني ، وهو القول الذي تمسك به هذا الكاتب لإبطال هذه الرواية ( ص 153 ) ، إنما صدر من علي ( ع ) بعد وفاة الرسول بمدة مديدة في زمن تصديه للإمامة ، فلا تنافي حاله قبل إمامته بناءً على ما يلتزم به السيد فضل اللَّه . وهناك وجه آخر يمكن للسيد فضل اللَّه أن يتوسل به في تصحيح متن هذه الرواية ، وهو احتمال عروض النسيان أو السهو ، اللذين لم يمنع منهما السيد فضل الله في حق المعصومين ( ع ) ، وقد علم ذلك فيما مر بوضوح . فلعل علياً ( ع ) نسي أو سهى فعجز عن الجواب ، ولعله لذا أصابته ( ع )