فلفدك جهة خاصة ، ولكنها كانت باباً نحو كشف مخالفة القوم لحكم اللَّه من عدة وجوه ( النحلة ، والإرث ، وسهم ذوي القربى ) ، الأمر الذي ربما لم يكن بهذا الوضوح في حادثة الاعتداء . كما كانت فدك باباً إلى المطالبة بالخلافة ، كما يصرح بذلك السيد فضل الله ( الندوة ج 1 ص 437 ) . المطالبة بفدك . . . مسؤولية عائلية للزهراء ( ع ) ! وقد احتمل سماحته أن تكون مطالبتها ( عليها السلام ) بفدك كانت من خلال حاجاتها الطبيعية ومسؤولياتها العائلية ، وتابع يقول : وهو أمر شرعي وطبيعي ( الندوة في الموضع السابق ) . وهذا من الغرائب التي يجب تنزيه المعصومين عنها ، إذ أين الزهراء ( ع ) في تلك الحال عن المطالبة بالحوائج الشخصية والعائلية ؟ ولما يمض على وفاة النبي صلى الله عليه و آله وسلَّم وقت طويل ؟ إذ كل ما عاشته بعد أبيها يتراوح بين 75 يوماً و 90 يوماً في رواية أهل البيت ( ع ) . ومع كل هذا فسماحته نفسه يقول في موضع آخر من الندوة ( ج 1 ص 61 ) : نحن نقرأ في نهج البلاغة أن علياً ( ع ) تحدث عن فدك ، والزهراء ( ع ) لا تختلف عن علي في روحيتها وعصمتها . . . فقد كان علي ( ع ) يقول : [ نعم كانت في أيدينا فدك فشحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث ] ذلك هو تفكير علي ، كما هو تفكير الزهراء في المال . ( انتهى كلام السيد فضل الله ) . وقد ذكر أيضاً ما يصلح لأن يكون فارقاً بين قضية فدك والأمور القاسية الأخرى التي جرت على شخصها ( ع ) ، قال ( الندوة ج 1 ص 437 ) :