وهذا الكلام يستبطن أساسين باطلين : 1 - جهل موسى ( ع ) خصوصاً ، والأنبياء ( ع ) عموماً بأصول الدين عند البعثة والنبوَّة . ومن المفروض أن ذلك مخل بأركان التوحيد والإسلام ، وبالتالي فهو عبارة أخرى عن عدم الالتزام بعصمة الأنبياء عن المعاصي ومن جملتها الشرك قبل النبوة . وهو الأمر الذي اجمع على بطلانه علماء الطائفة الإمامية المحقة . 2 - إرسال اللَّه تعالى لمن لا يعرفه حق معرفته ، بل لم يعرف أصول دينه ولو بمستوى طالب علوم دينية متواضع في مهمة هي من أشرف المهمات ، ألا وهي الرسالة الإلهية المتجوهرة بالتعليم والتزكية . هل الشك مدخل لليقين ! ؟ ثم يعود هذا الكاتب ليبين قائلاً : إن الشك عند البحث التاريخي في واقعة ما ، لا يعني إنكارها ، لأن الشك مدخل لإعادة القراءة والنظر ، وهو بداية للجهد العقلي في معالجة موضوع البحث . . . فلا معنى للبحث . . . حول ثبوت ما ينبغي ثبوته سلفاً . . ( مأساة المأساة ص 19 ) . ولنا تحفظ كبير على صحة قوله : لأن الشك مدخل لإعادة القراءة والنظر ، وذلك لعدم توقف حصول القطع على حصول الشك ، إذ تقدم الشك على القطع ربما كان صحيحاً في بعض الحالات ، لكن ليس الشك من الأسباب التي لا يمكن حصول القطع إلا بواسطتها . فمثلاً وجود الخالق الباري تعالى أمر فطري ليس محلاً للشك ( أفي اللَّه شك فاطر السماوات والأرض ) [ إبراهيم : 10 ] ، والاعتقاد بذلك ليس بالضرورة مسبوقاً بحال الشك ، بل أكثر من هذا ليس الشك هنا مدخلاً لإعادة القراءة والنظر ، بل هو - هنا - بوابة تعبر بصاحبه نحو الخروج عن دائرة