أرادها بنفسه ، بالحجة القاطعة لا بالتعبد ، قال « ولذا فإنها ليست من المسائل التي تحسم بسهولة ، ولا يمكن التسلح بجملة تعميمات أو عناوين توحي بالتعبد والقداسة ( ص 17 ) . وقد فات الكاتب إن مسائل أصول الدين الاعتقادية يمكن العمل فيها وتحصيلها بالمتابعة شريطة حصول القطع والاعتقاد بها . وليس الأمر كما ذكر بقوله ( ص 27 ) : تكليف كل إنسان أن يحصل مسائله الاعتقادية بالدليل والحجة والمساءلة ، وعدم الركون لوثائق التاريخ بسهولة إلا بعد عملية نقدية مطولة ودقيقة . ولست أدري ولا أظنه يدري أن كان يحكم بكفر العجائز من الآباء والأمهات ، لمجرد كون اعتقادهم ناشئاً عن متابعتهم لغيرهم ، ممن هو أعلم منهم في هذه المسائل ، مع عدم تحصيلهم لها بالطريقة التي ذكرها ، علماً أنا نقطع بسلامة تديّنهم ، وقوة اعتقاداتهم ، إلى حد لا يصل إليه اعتقاد كاتبنا الجليل ! ونحن هنا نسلف القارئ أمراً يعلم من خلاله أين الكاتب من صاحبه الذي عنه يدافع . موسى ( ع ) يطلب رؤية اللَّه فبينما نرى الكاتب يقول ( ص 15 ) : لا تقليد في المسائل الاعتقادية . نرى السيد فضل اللَّه يقول في تفسير قوله تعالى : ( قال ربّ أرني أنظر إليك ) : إن علَّة سؤال موسى ( ع ) هي جهله بأصول الدين ، وبأن اللَّه تعالى لا يُرى ، لأنه تعالى كان يعلِّمها ( أي أصول الدين ) لأنبيائه ( ع ) تدريجيّاً [1] .