سمو ذاتها وعلو مقامها ومنزلتها عند اللَّه تعالى ، من دعوى هذا الكاتب عليها خلاف ما تقتضيه الروايات الواردة عنهم ( ع ) . ويا ليته اكتفى بذلك ، بل زاد فصنف القول بهذه الكرامة في دائرة الغلو ، وجعله مندرجاً تحت عنوان إخراج المعصومين عن بشريتهم ، وقد فاته أن الخروج عن حال الطبيعية البشرية أحياناً ، لا ينافي البشرية بحال من الأحوال ، كما لم تتناف ولادة عيسى ( ع ) بلا أب مع بشرية أمه مريم ( ع ) ، وما شابه ذلك من الكرامات ، التي ذكر بعضها القرآن الكريم ، ولم يمنع ذلك من كون أصحابها بشراً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق . صحيح هو القول بأن من الخطأ التعرض لإثبات الكرامات والمعاجز كيفما اتفق ، وبأي ثمن كان ولو لم يكن لها واقع ، وهذا خطأ حتى لو كان المنسوب إليهم أهلاً لهذه الأمور ، ولما هو أزيد منها . لكن صحيح أيضاً أن التعسف في النفي والمبادرة إلى الطعن والإنكار ، سواء كان تحت شعار التدقيق ، أو عدم الغلو ، أو المحافظة على الصفات البشرية ، كل ذلك مع قيام الدليل على هذه الكرامات أمر باطل . نعم هذا الفعل باطل لا وجه من حق له ، وهو أمر غريب يدعو إلى التساؤل ويثير علامات التعجب ، ويُحتم التوقف والتأمل في دوافع فاعليه . فلنناقش قضايانا يقول السيد فضل اللَّه ( الندوة ج 1 ، ص 432 ) : ذكرت أكثر من مرة أن علينا أن ننقد ما عندنا بطريقة علمية وموضوعية ، قبل أن ينقده الآخرون ، لأننا عندما ننقده فمع المحافظة على العناصر الأساسية في خط الإسلام وخط التشيع ، بينما عندما ينقده الآخرون فإنهم ينقدونه بطريقة أخرى ، وربما بكثير من التشويه . ومن خلال هذا النص المتضمن دعوة سماحته إلى نقد ما عندنا ،