كيف نقتدي بالنبي ( ص ) ؟ ثم إن الدعوة إلى التأسي بالنبي صلى الله عليه و آله وسلَّم ، ليست دعوة إلى العمل بمعجزاته وكراماته التي اختصه اللَّه بها ، وإلا كان واجب كل واحدٍ من المدعوين إلى الإيمان بالنبي صاحب المعجزة ، والى التأسي به أيضاً أن يكون ذا معجزة أيضاً ، كصاحب النبوة ، أو أن يكون ذا نبؤة مثله ! ! وعليه نسأل الكاتب : إذا رأى النبي صلى الله عليه و آله وسلَّم أو الإمام ينظر إلى امرأة ، فهل يحكم على نفسه بجواز النظر إليها اقتداءً به ( ص ) ، مع أنها أجنبية عن الكاتب ، « ما هكذا تورد يا سعد الإبل ! » . إن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه و آله وسلَّم ، إنما يكون فيما جاء به من الأحكام الشرعية ، والأخلاق الحسنة العالية ، أما الأمور الغيبية فنحن مدعوون إلى الإيمان بها والتعرف على حقائقها ، وهذا لا يضر في مسألة الاقتداء بالمعصومين ( ع ) شيئاً . نعم ربما يضر في ذلك قول السيد فضل اللَّه ، بأن عصمة المعصومين إنما هي بالتكوين ، فهم يمتثلون أوامر اللَّه ، ويجتنبون نواهيه من دون اختيار ، ومع هذا فالواجب علينا بقدرتنا المتواضعة أن نقتدي بهم ، وهذه هي المثالية والخيالية بعينها . وقد تقدم ذلك . ومن هنا يظهر للقارئ أن القضية ليست في ثبوت هذه الأمور الغيبية وعدمه ؟ ولا في أنها من أصول الدين أو المذهب أولا ؟ بل الكلام في نظرة البعض ومن جملتهم السيد فضل اللَّه - ويتبعه كاتب مأساة المأساة - إلى هذه الأمور والمعطيات الغيبية على أنها هامشية ولا مساس لها بجوهر الدين . وبعد الذي ذكرناه ، وبعد ما تقدم منا في أول هذا الكتاب ، تعرف صحة قول العلامة السيد جعفر مرتضى بأن هذا ( أي كلام السيد فضل الله )