عصمة الزهراء ( ع ) يقول السيد فضل اللَّه في كتابه تأملات إسلامية حول المرأة ( ص 9 ) : نلاحظ في المقارنة بين الرجل والمرأة اللذين يعيشان في ظروف ثقافية واجتماعية وسياسية متشابهة ، أنه من الصعب التمييز بينهما . . . وهذا ما نلاحظه في بعض التجارب التاريخية التي عاشت فيها بعض النساء في ظروف متوازنة من خلال الظروف الملائمة لنشأتها العقلية والثقافية والاجتماعية ، فقد استطاعت أن تؤكد موقفها الفاعل ، ومواقفها الثابتة المرتكزة على قاعدة الفكر والإيمان . وهذا ما حدثنا اللَّه عنه في شخصية مريم وامرأة فرعون ، وما حدثنا التاريخ عنه في شخصية خديجة الكبرى أم المؤمنين ( رض ) وفاطمة الزهراء ( ع ) والسيدة زينب ابنة علي ( ع ) . إن المواقف التي تمثلت في حياة هؤلاء النسوة العظيمات ، تؤكد الوعي الكامل المنفتح على القضايا الكبرى ، التي ملأت حياتهن على مستوى حركة القوة في الوعي والمسؤولية ، والمواجهة للتحديات المحيطة بهن في الساحة العامة . . وقد لا يملك الإنسان أن يفرق بأية ميزة عقلية ، أو إيمانية ، في القضايا المشتركة بينهن وبين الرجال الذين عاشوا في مرحلتهن . وإذا كان بعض الناس يتحدث عن بعض الخصوصيات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء ، فإننا لا نجد هناك خصوصية إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهن إمكانات النمو الروحي والعقلي والالتزام العملي ، بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي . ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة ، تخرجهن عن مستوى المرأة العادي ، لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي ، مع ملاحظة أن اللَّه ، سبحانه وتعالى ، تحدث عن اصطفاء إحدى النساء ، وهي مريم ، عليها السلام ، من خلال الروحانية التي تميزها والسلوك