responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 53


تضاهي القوّة الغضبية الرادعة عند الإنسان ، ووزارات التربية والتعليم تضاهي الإدراك عند الإنسان ، فأصبح جهاز الدولة كإنسان كبير متطوّر وأعمال الصرافة التي تطوّرت حتّى أصبح البنك بحدّ ذاته كدولة مستقلة ، وهذا ما ينطبق على التطوّر الزراعي والصناعي وغيرهما .
الشبهة التي يطرحونها كيف يبقى الدين ثابتاً مع كلّ هذا التطوّر الذي جرى على البشرية ؟ ولو لاحظنا نسخ شريعة موسى بشريعة عيسى جاء في فترة لم تكن فيها قفزة تطوّرية في نظم الحياة ، وهكذا بالنسبة لنوح وإبراهيم ومحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإنّما حدثت القفزات والتطوّرات الهائلة في العصور المتأخرة والأزمنة المعاصرة ، فكيف يبقى الدين ثابتاً مع هذا التطوّر العلمي ؟
فمن باب أولى أن يحدث النسخ في الزمان الحاضر لحدوث التطوّر الهائل فإنّ المجتمع لم يعد مجتمع قبائل وعشائر ، بل تحوّل النظام إلى وطن وجنسية ومواطنة وبطاقة سكّانية وجواز وإثبات هوية وغيرها وأنا أطرح هذه الإثارات بكلّ صراحة ; لأنّ ديننا دين خالد ، ويستطيع أن يستوعب كلّ الأُمور ، عنده قابلية الردّ على كلّ الإشكالات ، بل إنّه يمتلك قدرة تلبية العطش البشري ، ونحن لا نعيش في ذلك الزمان الذي ينغلق فيه كلّ قوم على أنفسهم ، وإنّما نحن في زمان أصبح فيه العقل البشري كلّه على طاولة واحدة ، ولا يمكن إخفاء أيّ شيء .
ومن إشكالاتهم أنّ النبي قد بعث في مجتمع يغلب عليه البداوة ، ولم يكن في مجتمع حضاري كالفرس والروم ، وهذا الأمر يدلّ على عظمة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) الذي استطاع أن يحوّل هذا المجتمع البدوي إلى مجتمع يحكم العالم ويسيطر عليه ،

53

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست