نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 231
إسم الكتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية ( عدد الصفحات : 417)
إذن التفرقة من الأرض ، ومن الطين ، ومن الجغرافيا ، ومن الإنسان نفسه الذي يكبّل نفسه بأنواع من القيود والتفرقات ، والنزوع نحو التوحّد والوحدة كامن في أصل خلق الروح الواحدة التي خلقها الله تعالى . القرآن الكريم يشير إلى نزعتين في حياة الإنسان قال تعالى : * ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين ) * ( 1 ) . وقال تعالى : * ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) * ( 2 ) . فالقرآن الكريم يشير إلى أنّ الإنسان يحمل نزعتين : النزعة الأُولى تتمثّل في نزعة العداوة المصاحبة للهبوط إلى الأرض ، وقال المفسّرون : إنّ العداوة مترتبة على التعب والنصب والكدح التي تحتاج إليها الحياة الدنيا ، فيحتاج الإنسان إلى القوّة الغضبية لكي يحمي نفسه ، ويحتاج إلى القوّة الشهوية لكي يأكل ويشرب وينكح ويتكاثر . وهذه القوّة عندما تُنظَّم تخدم الإنسان ، ولكن عندما تتفلت تسبّب الكوارث والحروب والاعتداءات وانتهاك الأعراض وسفك الدماء والفساد في الأرض وغصب الأموال ونشر الظلم . وتشير الآية إلى أنّ هدى الله هو الضمان وصمّام الأمان للإنسان ، لكي يحافظ على السلام والحب والعدل وخدمة البشر ، والاستقرار النفسي والروحي والسيطرة على الغرائز والشهوات وتشير إلى وجود هذه النزعة التابعة لهداية
1 - البقرة ( 2 ) : 36 . 2 - البقرة ( 2 ) : 38 .
231
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 231