نام کتاب : الديمقراطية على ضوء نطرية الإمامة والشورى نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 16
بطبيعة الحال ) عزلة المجتمع الأُوربي عن السماء ومبادئها : حينئذ ، فإنّ ولادة التيارات التفكيكية والتشكيكية والمتمرّدة والفوضوية وبالإضافة إلى عودة بعض التيارات المنتسبة إلى اليسار الجديد . . أُولئك جميعاً تفسّر لنا ولادة التيارات المذكورة في مجتمع أُوربي له أرضيته الخاصة . إلاّ أنّ من المؤسف كثيراً أن نجد انعكاسات التيارات المذكورة على ( الشرق ) وفي مقدّمتها : المجتمعان العربي والإسلامي ، حيث هرِع أفراد كثيرون إلى معانقة هذه التيارات المتعاقبة ( المتداخلة والمتضادة أيضاً ) ، مع أنّها ( غريبة ) تماماً على المناخ العربي والإسلامي ! إلاّ أنّ ( نزعة التغريب ) التي تطبّع عليها هؤلاء الأفراد تفسّر لنا تبنّيهم الفكر الغربي ، وتخلّيهم عن قيم الوحي ومبادئ الإسلام العليا . . ولكنّ الأسى الأشدّ مرارة أن نلحظ ( الإسلاميين ) بدورهم ، قد بهرَهم زينة الحياة المنعزلة عن السماء في المناخ الأُوربي ، فهرعوا بدورهم إلى محاورة ( الانحراف ) المذكور ، وبدأوا ينشرون دراساتهم التفكيكية والتشكيكية حول مختلف ضروب المعرفة ، وفي مقدّمتها التعامل مع النصّ القرآني الكريم ، بدءاً بالوحي ، وانتهاءاً ب ( التفسير بالرأي ) ، بحسب ما تلقّوه من التيار الأُوربي الذي أطلق العنان لمفهوم ( القراءة ) أو السلطة للقارئ يعبث ما يشاء بدوال النصّ ، حافراً ومنقبّاً ومهدّماً ، تقليداً لأسياده المنعزلين عن السماء ومبادئها . . وإذا أضفنا - أخيراً - إلى ما تقدّم ، ظاهرة ( العولمة ) في سنواتنا
16
نام کتاب : الديمقراطية على ضوء نطرية الإمامة والشورى نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 16