نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 90
والكيمياء فلماذا يجب أن يُحترموا ويُقدَّسوا ؟ ! وهذا بحدّ ذاته إن كان هو المراد من التقديس ، أي هو الاحترام والإكرام ، فهذا الاحترام والإكرام هو ما صرّحت به الآيات والروايات ، فالمعارف الدينيّة تختلف عن المعارف الطبيعيّة ؛ إذ إنّ المعارف الدينيّة معارف مرتبطة بعمل الإنسان بخلاف المعارف الطبيعيّة المرتبطة بالفلك والرياضيات . أجل ، إنّ المعارف الدينيّة مرتبطة بعمل وعلم الإنسان ، أي ما يكون عمل الإنسان وعلمه [1] ؛ لأنه كلّما عمل أكثر يكون أتقى ، بخلاف العالم بلا عمل الذي يئنّ من رائحته أصحاب النار [2] ، فإذا عمل العالم بعلمه يكون تقيّاً ، وكلّما عمل أكثر يكون أكثر تقوى ، وإذا صار أتقى يكون مشمولاً بقوله تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ( [3] ، وإذا صار أكرم يكون أقرب إلى الله ، وإذا صار أقرب إلى
[1] يشير هنا إلى العالم العامل والعالم غير العامل ، وكذلك لا تعمّم القاعدة على العلماء من علماء الطبيعة ، حيث نجد منهم علماء عاملين متّقين ورعين ، وإنّما الكلام عمّن حمل أسفاراً فقط من دون ورع أو تقوى . [2] وقد ورد في الأثر عن النبيّ ( أنّه قال في كلام له : « العلماء رجلان ، رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك ، وإنّ أهل النار ليتأذّون من ريح العالم التارك لعلمه » - الكافي : 1 / 44 . [3] سورة الحجرات : الآية 13 .
90
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 90