نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 74
لإثبات ذلك . وفي ضوء ما تقدّم ثبت لنا أن ليست جميع معارف الدِّين متغيّرة ، وإنّما توجد مبانٍ ثابتة ، واتّضح المراد من الثبات في الأصل ، وهذا يكفي لردّ تلك المغالطة علماً أنّه لا يوجد لدينا أدلّة أخرى تثبت لنا الثبات في التفصيلات ، لكن لبيان المغالطة وخللها يكفينا نقض واحد لبيان الموجبة الكلّية التي تمَّ تبنّيها من قبل البعض [1] . اتّضح عند عرضنا السابق أنّه لدينا ثوابت ولو بالمقدار الذي يردّ المغالطة التي تمّ بيانها ، إلاّ أنّ الواقع يذكر لنا أنّ لدينا ثوابت أوسع من ذلك ، وإذا ذكرنا الثوابت ، فإنّنا نعني بها أنّ الأصل ثابت من قبيل ( الله واحد ) ، فهذه قضيّة لا يمكن أن تنقلب إلى نقيضها فتتحوّل إلى ( الله ليس بواحد ) ، وكذلك عند تبنّينا لهذا الأصل الثابت - وهو قضية ( الله موجود ) - فهذه أيضاً لا يمكن أن تنقلب إلى نقيضها فتكون ( الله ليس بموجود ) ، هذه أصول ثابتة ، إلاّ أنّ الحديث يأتي عند الوقوف أكثر عند هذه الأصول ، بمعنى أنّ الأصل ثابت ، وهذا تقدّم إثباته ، نأتي إلى الوحدة - مثلاً - أو الوجود . هنالك من حقّك أن تقول : ما معنى الوحدة ؟ ما معنى الوجود ؟ فهذا الذي يرجع للزيادة والنقصان ، وإلى التعميق ، وإلى التكامل