نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 70
فليس لكم أن تقولوا جميعاً حقّ ؛ إذ لو كانت جميعها حقّاً لما وقع الاختلاف فيها بين الأعلام والعلوم ، وهذا يكشف أنّ هذا الإثبات إنّما هو معرفة بشريّة [1] ، وهذا ينجرّ أيضاً على إثبات وجود الله ، وأنّ الله واحد ، وأنّ الله عالم ، وما فيه من اختلافات ، وذلك في فروع الدين الصوم وغيره ، فأين الثبات ؟ كلّ ذلك إنّما هو تغيّر . وللوقوف على مثل هذا التصوّر نرى أنّ هنا مغالطة ؛ إذ إنّ الثبات في المطلب يمكن أن يتصوّر على نوعين : الثبات المطلق : ونعني به ثباتاً في أصل المطالب وثباتاً في تفصيلاته أي أنّه لا يقبل الزيادة ولا النقصان ، ولا يقبل التغيير في أصله ، فلا يقبل النقيض ؛ لا يقبل الزيادة والنقصان ، فمثلاً 2 + 2 = 4 نقيضه باطل ، والزيادة عليه باطلة ، وكذلك النقيصة منه باطلة ؛ إذ 2 + 2 = 4 ثابت من حيث الأصل ؛ إذ نقيضه باطل وغير مطابق للواقع ، وكذلك من حيث الزيادة والنقصان . الثبات الجزئي : وهو نوع من الثبات يفيد أنّ أصل المطلب ثابت ، ولكنّ الزيادة والنقصان متغيِّرة ، وذلك من قبيل ( الله واحد ) ، ولكنّ أي وحدة ؟ وحدة عدديّة ، أم وحدة غير عدديّة ؟ فهنا لا يوجد مساس بالأصل ، وهو أنّ الله واحد ، فلا يضرّ بأصل
[1] ولا مجال لوضعها في دائرة الدِّين ، خصوصاً مع التغيّر المزعوم .
70
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 70