نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 51
إسم الكتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية ( عدد الصفحات : 174)
وفي ضوء هذا يتّضح أنّنا من خلال تحليل الخصائص الثلاث نلحظ أنّ هناك تغيّرات في المعرفة الدينيّة ، وأنّها غير حاوية على هذه الخصائص . هذا ما يؤسّس عليه من يتبنّى أنّ المعرفة الدينيّة معرفة بشريّة [1] ؛ إذ إنّ النتيجة التي نأخذها من هذه الخصائص الثلاث في المعرفة الدينيّة أنّها متغيِّرة غير ثابتة ، وما دامت تحمل هذا التغيّر فهي ليست بمقدّسة ، بل لا ينبغي تقديسها ؛ لأنّها صارت كأيّ معرفة أخرى مرتبطة بالعلوم الطبيعيّة ، ولا نجد من يقدّس العلوم الطبيعيّة ، والمعرفةُ الدينيّة معرفةٌ على حدّ العلوم الطبيعيّة ، فمن هذه الجهة لا فرق بينهما . فعلى هذه الكبرى المستفادة من فلسفة العلم ، والصغرى التي تقدّم عرضها ، نصل إلى أنّ معارفنا الدينيّة جميعها معارف بشريّة ، ومن ثمّ فهي محكومة وخاضعة لقوانين المعرفة البشريّة ، فإذا تغيّر فيها شيء أصاب التغيّر جميعها ، أو على الأقلّ نالها شيء من التغيّر ، ومنه يتّضح أنّه لا توجد في الدِّين ثوابت ومسلَّمات على وفق هذه الرؤية وهذه الأسس ، ومن هنا يصرّح بعضهم قائلاً : « أنا لا أقول إنّ معارفنا
[1] وهذا ما نلحظه في الكثير من الدراسات التي أخضعت العلوم لميزان واحد وتعاملت معها على حدٍّ سواء وفق إطار واحد .
51
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 51