نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 119
إنّ مَن يدّعي القدسيّة وعدم النقد والإشكال لم ير كلّ ذلك فهو يريد أن يؤكّد أنّ المعارف في الحوزات العلميّة معارف ثابتة ؛ لأنّ العلوم التفسيريّة ، هي علوم الحوزة وهي علوم تقرأ لتفهم لا علوم تقرأ لتغيّر ، فإذا قرأتم العلم لتغيّروه إذن أنتم تؤمنون ببشريّته ، أمّا إذا قرأتم العلم لتفهموه إذن أنتم تؤمنون بإلهيّته وثباته ، فالنصوص الدينيّة نصوص وجودها مفروض ، وصحّتها مفروضة ، ورسميّتها مفروضة ، وقدسيّتها وحرمتها مفروضة ، وهذا لا نقاش فيه ، فهذه فوق النقد والإشكال ، وهذا كلّه ممنوع ، فقط من حقّك أن تفهم ، لكن ليس لك حقّ أن تغيّره أو تناقشه ، فهذه خطوط حمراء [1] . هذه دعوى ونحن بدورنا نطالب ولو بمورد واحد يدلّ على هذه الدعوى ، بل سنُقيم الشواهد أنّ الحوزات العلميّة حتّى فيما يرتبط بإثبات وجود الله لا يوجد لديها تسليم مطلق إلاّ من خلال البرهان
[1] راجع ( فراتر از ايديولوجي ) : 24 ، قال : « إنما هو نصّ مفروغ من صحّته وحرمته وقداسته » . وله أيضاً : « ونحن لا نناقشه ولا نعرضه للتساؤل والاستفسار العلمي . . ولّ حوار وجدل في مرحلة سابقة يكون حرّاً ولا بأس فيه ، لكنّه يقف إذا ما وصلنا إلى المنطقة المقدّسة التي جلّ ما علينا فعله هو التسليم والفهم فحسب » . ويتّضح من مثل هذه الكلمات الخلط الواضح في بيان ومعرفة موارد المعرفة البشريّة وطبيعة المعرفة البشريّة ، وما هو الثابت وما هو المتغيِّر .
119
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 119