نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 596
امتداد في تلك الجهة ، ومفهوم الامتداد مغاير لمفهوم السوادية ، فيكون ذلك للسواد مقداراً ( 1 ) ، والمقدار إنّما يوجد في المادة ، فالسواد موجود في المادة . وأمّا أن يُفرض غير مشار إليه فنقول : تلك الحقيقة التي كان يمكننا أن نشير إليها بالحس ما بقيت ، بل الباقي شيء آخر ، وليس كلامنا فيه ، فإنّ وقوع اسم السواد عليه وعلى هذا المشار إليه باشتراك الاسم لتغايرهما في الحقيقة . فثبت أنّ السواد والبياض وسائر الكيفيات أُمور مقارنة للجسم خارجة عن ماهيته ممتنعة المفارقة عنه . ومعلوم أنّها غير مفهوم الجسم لزوال السواد عنه وحصول البياض له مع بقاء ماهيته في الحالين غير مختلفة . فعلمنا أنّ جميع أنواع الكيف موصوف بجميع صفات الأعراض وخواصّها ، فيكون عرضاً . وفيه نظر ; لإمكان أن يكون السواد والبياض وغيرهما من الكيفيات صوراً نوعية للأجسام كالنارية والمائية وشبههما . والحاصل أنّا نقول : إنّ الكيف خارج عن مفهوم الجسمية خروج الصور النوعية عنها ، وغير مفارقة للجسمية عدم مفارقة الصور النوعية لها ، فلا يلزم من هذا أن يكون اعراضاً للجسمية كما لا يلزم من الصور النوعية .
1 . العبارة كذا ، وهي في المباحث المشرقية هكذا : « فيكون مع ذلك السواد مقدار » .
596
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 596