نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 595
سلّمنا أنّ اللون ليس جسماً ، فلِمَ لا يجوز أن يكون جزءاً منه ؟ قولهم : يستحيل أن يتألف الجسم من اجتماع ما لا قدر له . فنقول : الهيولى والصورة لا مقدار لأحدهما في خاص ذاته مع تركّب الجسم منهما ، فجار أن يكون اللون عديم المقدار في ذاته ويكون جزءاً للجسم ؟ بل الطريق أن نقول : إذا شاهدنا جسماً أسود فإمّا أن يكون السواد نفس الجسمية أو داخلاً فيها أو خارجاً عنها . والأوّل باطل ; لأنّ مفهوم الجسمية مشترك بين الجسم الأسود والأبيض ، وهما متباينان في مفهوم الأسودية والأبيضية . ولأنّ الجسم يصحّ وصفه بالأسودية والأبيضية ، ونفس الأسودية لا يصحّ وصفها بالأسودية ولا بالأبيضية . ولأنّ السواد يضاد البياض ، والجسم لا يضاده . والثاني أيضاً باطل ; لأنَّه لو كان السواد جزءاً من الجسمية المشتركة لكان مشتركاً ; لأنّ جزء المشترك إمّا مساو له أو أعمّ منه ; لاستحالة أن يكون أخص ، فيلزم أن يكون السواد مشتركاً كاشتراك الجسمية ، فكل ما صدق عليه الجسمية صدق عليه أنّه أسود ، فلا يكون الأبيض وغيره جسماً ، هذا خلف . وأيضاً فإمّا أن يكون كلّ واحد من السواد والبياض جزءاً للجسم فكل جسم أسود وأبيض معاً ، وهو باطل بالضرورة . وأمّا خروجهما معاً عن الجزئية فيكونان عارضين له ، وهو المطلوب . أو جعل أحدهما جزءاً دون الآخر من غير أولوية ، وهو محال . فوجب أن يكون السواد خارجاً عن مفهوم الجسم ، فإمّا أن يصحّ وجوده مفارقاً عن الجسم أو لا . والأوّل محال إذ لا خلاء في العالم حتى يوجد ذلك اللون فيه . ولأنّه لو وجدت الجهة الفارغة وفرضنا حصول السواد فيها كان لذلك السواد
595
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 595