نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 49
الثالث : يجوز أن تكون الصور الخياليّة قائمة بأنفسها ، كما يقوله أفلاطون . الرابع : الوجود الذهني إن ثبت فإنّما يثبت في ما لا وجود له خارجاً ، أمّا في ما له وجود في الخارج فلا . والجواب عن الأوّل : ( 1 ) أنّ الموجود في الذهن ليس نفس الحرارة والبرودة ، بل صورتهما ومثالهما ، وهما لا يوجبان التسخين والتبريد ، ولا يلزم حرارة الذهن ، ولا اجتماع الضدّين ، ولأنّ الذهن غير قابل للكيفيّات المحسوسة ، فلا يلزم أن يكون متسخّناً . وفيه نظر ; لأنّ الصورة والمثال إن كانت عين الحرارة لزم الإشكال ، وإلاّ كان قولاً بعدم ثبوت الحرارة في الذهن وهو المطلوب ، ولا نعني بالانفعال عن الحرارة إلاّ وجود هذه الكيفية في المحل ، وإذا لم يكن الذهن قابلاً لهذه الكيفية ، لم يكن محلاً لها . وعن الثاني : أنّ الجهل إنّما هو في الحكم بالمطابقة مع عدمها ، أمّا في نفس وجود الصورة الذهنية فلا . وعن الثالث : أنّ الضرورة قاضية بنفي الممتنعات . وعن الرابع : أنّ الوجود الخارجي غير كاف في الحكم على الشيء ، فإنّ الضرورة قاضية بأنّ الحاكم على الشيء يجب أن يحضره المقضي عليه . واعلم أنّا لا نعني بالوجود الذهني ثبوت الشيء نفسه في الذهن فإنّ ذلك معلوم البطلان بالضرورة ، بل نعني به وجود مثال له وصورة مساوية لا من كلّ وجه . وسيأتي تحقيق ذلك في باب العلم إن شاء اللّه تعالى .
1 . حاصل الجواب : أنّ الموجود في الذهن من البرودة والحرارة وغيرهما هو كذلك بالحمل الأوّلي لا الشائع .
49
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 49