يرزق ، إلى غير ذلك ، صفات واجبة ، ومرجعها إلى الإضافة الإشراقية . وسيأتي تفصيل القول فيه فيما سيأتي إن شاء الله تعالى [1] . وقد تبين بما مر : أولا : أن الوجود الواجبي وجود صرف لا ماهية له ولا عدم معه [2] ، فله كل كمال في الوجود . وثانيا : أنه واحد وحدة الصرافة ، وهي المسماة ب ( الوحدة الحقة ) بمعنى أن كل ما فرضته ثانيا له امتاز عنه بالضرورة بشئ من الكمال ليس فيه ، فتركبت الذات من وجود وعدم ، وخرجت عن محوضة الوجود وصرافته ، وقد فرض صرفا ، هذا خلف ، فهو في ذاته البحتة بحيث كلما فرضت له ثانيا عاد أولا . وهذا هو المراد بقولهم : ( إنه واحد لا بالعدد ) [3] . وثالثا : أنه بسيط لا جزء له ، لا عقلا ولا خارجا ، وإلا خرج عن صرافة الوجود وقد فرض صرفا ، هذا خلف . ورابعا : أن ما انتزع عنه وجوبه هو بعينه ما انتزع عنه وجوده ، ولازمه أن كل صفة من صفاته - وهي جميعا واجبة - عين الصفة الأخرى ، وهي جميعا عين الذات المتعالية . وخامسا : أن الوجوب من شؤون الوجود الواجبي كالوحدة غير خارج من ذاته ، وهو تأكد الوجود الذي مرجعه صراحة مناقضته لمطلق العدم وطرده له ، فيمتنع طرو العدم عليه . والوجود الامكاني أيضا وإن كان مناقضا للعدم مطاردا له ، إلا أنه لما كان رابطا بالنسبة إلى علته التي هي الواجب بالذات بلا واسطة أو معها ، وهو قائم بها
[1] راجع الفصل التاسع والفصل العاشر من المرحلة الثانية عشرة . [2] راجع التلويحات ص 35 . [3] راجع النجاة ص 234 ، والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس ص 17 ، حيث قال الشيخ فيهما : ( فإذا واجب الوجود واحد لا بالنوع فقط أو بالعدد . . . ) .