responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 379


إنقسامات . منها : انقسامه إلى مادي ومجرد ، وانقسام المجرد إلى مجرد عقلي ومجرد مثالي ، وأشرنا هناك [1] إلى أن عوالم الوجود الكلية ثلاثة : عالم التجرد التام العقلي ، وعالم المثال ، وعالم المادة والماديات ، فالعالم العقلي مجرد تام ذاتا وفعلا عن المادة وآثارها ، وعالم المثال مجرد عن المادة دون آثارها من الأشكال والأبعاد والأوضاع وغيرها . ففي هذا العالم أشباح متمثلة في صفة الأجسام التي في عالم المادة والطبيعة في نظام شبيه بنظامها الذي في عالم المادة ، وإنما الفرق بينه وبين النظام المادي أن تعقب بعض المثاليات لبعض بالترتب الوجودي لا بتغير صورة أو حال إلى صورة أو حال أخرى بالخروج من القوة إلى الفعل بالحركة ، كما هو الحال في عالم المادة ، فحال الصور المثالية فيما ذكرناه من ترتب بعضها على بعض حال صورة الحركة والتغير في الخيال ، والعلم مجرد مطلقا فالمتخيل من الحركة علم بالحركة لا حركة في العلم ، وعلم بالتغير لا تغير في العلم .
وعالم المادة لا يخلو ما فيها من الموجودات من تعلق ما بالمادة ، وتستوعبه الحركة والتغير ، جوهرية كانت أو عرضية .
وإذ كان الوجود بحقيقته الأصيلة حقيقة مشككة ذات مراتب مختلفة في الشدة والضعف والشرف والخسة ، تتقوم كل مرتبة منها بما فوقها ويتوقف عليها بهويتها ، يستنتج من ذلك :
أولا : أن العوالم الثلاثة مترتبة وجودا بالسبق واللحوق ، فعالم العقل قبل عالم المثال ، وعالم المثال قبل عالم المادة وجودا ، وذلك لأن الفعلية المحضة التي لا تشوبها قوة ولا يخالطها استعداد أقوى وأشد وجودا مما هو بالقوة محضا كالهيولي الأولى أو تشوبه القوة ويخالطه الاستعداد كالطبائع المادية ، فعالما العقل والمثال يسبقان عالم المادة .
ثم العقل المفارق أقل حدودا وأوسع وجودا وأبسط ذاتا من المثال الذي تصاحبه آثار المادة وإن خلا عن المادة ، ومن المعلوم أن الوجود كلما كان أقل



[1] راجع الفصل السابع عشر من هذه المرحلة ، والفصل الثالث من المرحلة الحادية عشرة .

379

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست