الصادر الأول - بحضوره عنده ، ويعلم سائر الأشياء مما دون العقل الأول بارتسام صورها في العقل الأول . وفيه : أنه يرد عليه ما يرد على القول السابق - من لزوم خلو الذات المتعالية عن الكمال وهي واجدة لكل كمال - ، على أنه قد تقدم في مباحث العاقل والمعقول [1] أن العقول المجردة لا علم ارتساميا حصوليا لها . السادس : قول بعضهم [2] : ( إن ذاته المتعالية علم تفصيلي بالمعلول الأول وإجمالي بما دونه ، وذات المعلول الأول علم تفصيلي بالمعلول الثاني وإجمالي بما دونه ، وعلى هذا القياس ) . وفيه : محذور خلو الذات المتعالية عن كمال العلم بما دون المعلول الأول وهي وجود صرف لا يسلب عنه كمال . السابع : ما ينسب إلى أكثر المتأخرين [3] ، أن له ( تعالى ) علما تفصيليا بذاته وهو علم إجمالي بالأشياء قبل الايجاد ، وأما علمه التفصيلي بالأشياء فهو بعد وجودها ، لأن العلم تابع للمعلوم ولا معلوم قبل الوجود العيني . وفيه : محذور خلو الذات المتعالية عن الكمال العلمي - كما في الوجوه السابقة - ، على أن فيه إثبات العلم الإرتسامي الحصولي في الوجود المجرد المحض . الثامن : ما ينسب إلى المشائين [4] ، أن له ( تعالى ) علما حضوريا بذاته المتعالية ، وعلما تفصيليا حصوليا بالأشياء قبل إيجادها بحضور ماهياتها على النظام الموجود في الخارج لذاته ( تعالى ) ، لا على وجه الدخول بعينية أو جزئية ،
[1] راجع الفصل الأول من المرحلة الحادية عشرة . [2] أي بعض الحكماء . وتبعهم الحكيم السبزواري في شرح المنظومة ص 168 . [3] نسبه إليهم الحكيم السبزواري في شرح المنظومة ص 166 . [4] كانكسيمانس الملطي من القدماء ، وأبي نصر الفارابي وأبي علي بن سينا وبهمنيار وغيرهم من المتأخرين . راجع الأسفار ج 6 ص 180 ، وشرح المنظومة ص 166 ، وشوارق الالهام ص 515 ، والتعليقات للفارابي ص 24 ، والجمع بين رأيي الحكيمين ص 106 ، والتعليقات للشيخ الرئيس ص 26 - 32 ، 66 ، 81 - 82 ، 116 ، 119 - 120 ، 149 ، 153 ، 156 .