< فهرس الموضوعات > الفصل الحادي عشر : في العلم الحضوري وأنه لا يختص بعلم الشئ بنفسه < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الفصل الثاني عشر : كل مجرد فإنه عقل وعاقل ومعقول < / فهرس الموضوعات > الفصل الحادي عشر في العلم الحضوري وأنه لا يختص بعلم الشئ بنفسه قد تقدم [1] أن كل جوهر مجرد فهو لتمام ذاته حاضر لنفسه بنفسه وهويته الخارجية ، فهو عالم بنفسه علما حضوريا . وهل يختص العلم الحضوري بعلم الشئ بنفسه أو يعمه وعلم العلة بمعلولها وعلم المعلول بعلته ؟ ذهب المشاؤون إلى الأول [2] ، والإشراقيون إلى الثاني [3] وهو الحق . وذلك لأن وجود المعلول وجود رابط بالنسبة إلى وجود علته قائم به غير مستقل عنه بوجه . فهو - أعني المعلول - حاضر بتمام وجوده لعلته غير محجوب عنها ، فهو بنفس وجوده معلوم لها علما حضوريا إن كانا مجردين . وكذلك العلة حاضرة بوجودها لمعلولها الرابط لها القائم بها المستقل باستقلالها ، فهي معلومة لمعلولها علما حضوريا إذا كانا مجردين ، وهو المطلوب . وقد تقدم [4] أن كل علم حصولي ينتهي إلى علم حضوري . ومن العلم الحصولي ما ليس بين العالم والمعلوم علية ولا معلولية ، بل هما معلولا علة ثالثة . الفصل الثاني عشر كل مجرد فإنه عقل وعاقل ومعقول أما أنه عقل ، فلأنه لتمام ذاته وكونه فعلية محضة لا قوة معها يمكن أن
[1] في الفصل الأول من هذه المرحلة . [2] راجع التحصيل ص 574 - 575 ، وشرح الإشارات ج 3 ص 304 . ونسبه إليهم صدر المتألهين في الأسفار ج 6 ص 180 ، والشواهد الربوبية ص 39 . ونسبه إليهم أيضا الحكيم السبزواري في تعليقاته على الأسفار ج 6 ص 164 ، وانحصر نفسه العلم الحضوري في موردين : علم الشئ بنفسه وعلم الشئ بمعلوله ، راجع تعليقاته على الأسفار ج 6 ص 160 و ص 230 . وأما انتساب هذا القول إلى أفلاطون أمر خلاف الواقع ، كما في الشواهد الربوبية ص 55 - 56 . [3] راجع المطارحات ص 488 ، والتلويحات ص 70 - 74 ، وشرح حكمة الاشراق ص 358 - 366 . [4] راجع الفصل الأول من هذه المرحلة .