والإضافة والجدة والجوهر - حركة . أما الفعل والانفعال ، فقد أخذ في مفهوميهما التدريج ، فلا فرد آني الوجود لهما ، ووقوع الحركة فيهما يستدعي الانقسام إلى أجزاء آنية الوجود ، وليس لهما ذلك . على أنه يستلزم الحركة في الحركة . وكذا الكلام في المتى ، فإنه لما كان هيئة حاصلة من نسبة الشئ إلى الزمان وهي تدريجية بتدرج الزمان فلا فرد آني الوجود له حتى تقع فيه الحركة المنقسمة إلى الإنيات . وأما الإضافة ، فإنها انتزاعية تابعة لطرفيها ، لا تستقل بشئ كالحركة . وكذا الجدة ، فإن التغير فيها تابع لتغير موضوعها ، كتغير النعل أو القدم في التنعل - مثلا - عما كانتا عليه . وأما الجوهر ، فوقوع الحركة فيه يستلزم تحقق الحركة من غير موضوع ثابت باق ما دامت الحركة ، ولازم ذلك تحقق حركة من غير متحرك ) . ويمكن المناقشة فيما أوردوه من الوجوه . أما فيما ذكروه في الفعل والانفعال والمتى ، فبجواز وقوع الحركة في الحركة على ما سنبينه إن شاء الله [1] . وأما الإضافة والجدة ، فإنهما مقولتان نسبيتان كالوضع ، وكونهما تابعين لأطرافهما في الحركة لا ينافي وقوعها فيهما حقيقة ، والاتصاف بالتبع غير الاتصاف بالعرض . وأما ما ذكروه في الجوهر ، فانتفاء الموضوع في الحركة الجوهرية ممنوع ، بل الموضوع هو المادة ، على ما تقدم بيانه [2] ، وسيجئ توضيحه إن شاء الله [3] .
[1] في الفصل الآتي . [2] راجع الفصل الخامس من هذه المرحلة . [3] في الفصل الآتي .