فإذا كان أحدهما موجودا كان الآخر موجودا ، وكذا في جانب العدم ، وإذا كان أحدهما بالقوة فالآخر بالقوة ، وكذا في جانب الفعل . واعترض عليه : بأنه منقوض بالتقدم والتأخر في أجزاء الزمان ، فإن المتقدم والمتأخر منها مضافان مع أن وجود أحدهما يلازم عدم الآخر [1] . ومنقوض أيضا بعلمنا ببعض الأمور المستقبلة ، فالعلم موجود في الحال والمعلوم معدوم لم يوجد بعد مع أن العلم والمعلوم من المضافين [2] . وأجيب [3] : أما عن أول النقضين : فبأن معية أجزاء الزمان ليست آنية بأن يكون الجزءان موجودين في آن واحد ، بل معيتهما اتصالهما في الوجود الوحداني التدريجي الذي معيتهما فيه عين التقدم والتأخر فيه ، كما أن وحدة العدد عين كثرته . وأما عن النقض الثاني [4] : فبأن الإضافة إنما هي بين العلم وبين الصورة
[1] هذا الاعتراض تعرض له الشيخ الرئيس في الفصل الرابع من المقالة الرابعة من الفن الثاني من منطق الشفاء ، والفصل الأخير من المقالة الثالثة من إلهيات الشفاء . [2] هذا الاعتراض تعرض له الشيخ الرئيس في الفصل الرابع من المقالة الرابعة من الفن الثاني من منطق الشفاء . والعجب من الأستاذ المحقق مصباح اليزدي ، حيث قال في تعليقة نهاية الحكمة الرقم ( 193 ) : ( وأما الإشكال الثاني فلم يتعرض له الشيخ في الشفاء ) ، وهو لعدم التفاته إلى أن الشيخ تعرض له في منطق الشفاء كما ذكرنا . [3] والمجيب صدر المتألهين في الأسفار ج 4 ص 202 . وأجاب عنه أيضا الشيخ الرئيس في الفصل الرابع من المقالة الرابعة من الفن الثاني من منطق الشفاء ، والفصل الأخير من المقالة الثالثة من إلهيات الشفاء . ورده صدر المتألهين في الأسفار ج 4 ص 193 تبعا للرازي في المباحث المشرقية ج 1 ص 432 . [4] والمجيب أيضا صدر المتألهين في الأسفار ج 4 ص 194 . وأجاب عنه أيضا الشيخ الرئيس في الفصل الرابع من المقالة الرابعة من الفن الثاني من منطق الشفاء ، حيث قال : ( وأما العلم بالقيامة فإنه إنما هو في حكم سيكون ، فإن العلم بها أنها ستكون علم بحال من أحوالها موجود في الذهن مع وجود العلم بأنها هي ستكون ، لا عند ما تكون ، بل قبل ذلك عندما هي معدومة في الأعيان موجودة في النفس . . . ) ، وتعرض له الفخر الرازي في المباحث المشرقية ج 1 ص 432 من دون أن ينسبه إلى الشيخ الرئيس ، ومن هنا زعم الأستاذ المحقق مصباح اليزدي أن هذا الجواب مما أجاب به الفخر الرازي ، فراجع تعليقته على نهاية الحكمة الرقم ( 193 ) .