السابع : أنه جوهر مركب من جوهرين : ( أحدهما ) المادة التي هي قوة كل فعلية . و ( الثاني ) الاتصال الجوهري الذي هو صورتها . والصورة اتصال وامتداد جوهري يقبل القسمة إلى أجزاء غير متناهية بمعنى لا يقف ، فإن اختلاف العرضين يقسمه ، وكذا الآلة القطاعة تقسمه بالقطع ، حتى إذا أعيت لصغر الجزء أو صلابته أخذ الوهم في التقسيم ، حتى إذا عجز عنه لنهاية صغر الجزء أخذ العقل في تقسيمه على نحو كلي بأنه كلما قسم إلى أجزاء كان الجزء الجديد ذا حجم له جانب غير جانب يقبل القسمة من غير أن يقف ، فورود القسمة لا يعدم الجسم ، وهو قول أرسطو والأساطين من حكماء الإسلام [1] . هذا ما بلغنا من أقوالهم في ماهية الجوهر المسمى بالجسم [2] . وفي كل منها
[1] وهم أصحاب المعلم الأول ومن يحذو حذوهم من حكماء الإسلام كالشيخين أبي نصر الفارابي وأبي علي ابن سينا . راجع الأسفار ج 5 ص 17 ، وشوارق الالهام ص 286 . [2] وفي المقام قول آخر ، هو : أن الجسم مؤلف من محض الأعراض من الألوان والطعوم والروائح وغير ذلك . وهذا منسوب إلى الحسين النجار وضرار بن عمرو من المعتزلة . راجع الفرق بين الفرق ص 156 و 160 ، ومقالات الإسلاميين ج 2 ص 6 - 7 و 15 - 16 ، وتلخيص المحصل ص 189 ، والتبصير في الدين ص 101 و 105 . وتعرض له في الأسفار ج 5 ص 67 .