تحقق جهة إمكانية فيها وانسلاب كمالات وجودية عنها ، وقد تحقق استحالته . وأما القول الرابع المنسوب إلى المعتزلة ، وهو نيابة الذات عن الصفات . ففيه : أن لازمه فقدان الذات للكمال وهي فياضة لكل كمال ، وهو محال . وبهذا يبطل أيضا ما قيل [1] : ( إن معنى الصفات الذاتية الثبوتية سلب مقابلاتها ، فمعنى الحياة والعلم والقدرة نفي الموت ونفي الجهل ونفي العجز ) . وأما ما قيل [2] - من كون هذه الصفات عين الذات وهي مترادفة بمعنى واحد - فكأنه من اشتباه المفهوم بالمصداق [3] ، فالذي يثبته البرهان أن مصداقها واحد ، وأما المفاهيم فمتغايرة لا تتحد أصلا ، على أن اللغة والعرف يكذبان الترادف . الفصل العاشر في الصفات الفعلية وأنها زائدة على الذات لا ريب أن للواجب بالذات صفات فعلية مضافة إلى غيره ، كالخالق والرازق والمعطي والجواد والغفور والرحيم إلى غير ذلك ، وهي كثيرة جدا تجمعها صفة القيوم [4] . ولما كانت مضافة إلى غيره ( تعالى ) كانت متوقفة في تحققها إلى تحقق الغير المضاف إليه ، وحيث كان كل غير مفروض معلولا للذات المتعالية متأخرا عنها كانت الصفة المتوقفة عليه متأخرة عن الذات زائدة عليها ، فهي منتزعة من مقام الفعل منسوبة إلى الذات المتعالية .
[1] والقائل ضرار بن عمرو ، كما في مقالات الإسلاميين ج 2 ص 159 ، والملل والنحل ج 1 ص 90 . [2] والقائل كثير من العقلاء المدققين ، كما في الأسفار ج 6 ص 145 . [3] كذا قال الحكيم السبزواري فيما علق على الأسفار ج 6 ص 144 الرقم ( 2 ) . [4] قال الحكيم السبزواري : إن الحقيقي من المضاف زيد على الذات بلا خلاف لكن مباديها القيومية ترجع ذي نسبة إشراقية راجع شرح المنظومة ص 157 - 158 .