الفصل الأول في إثبات الوجود الواجبي البراهين الدالة على وجوده ( تعالى ) كثيرة متكاثرة [1] . وأوثقها وأمتنها هو البرهان المتضمن للسلوك إليه من ناحية الوجود [2] ، وقد سموه ( برهان الصديقين ) [3] ، لما أنهم يعرفونه ( تعالى ) به لا بغيره . وهو كما ستقف عليه برهان
[1] وإن شئت تفصيلها فراجع الأسفار ج 6 ص 12 - 47 ، وشرح الهداية الأثيرية لصدر المتألهين ص 279 - 283 ، والتعليقات للشيخ الرئيس ص 70 ، وشرح الإشارات ج 3 ص 20 - 30 و 66 - 67 ، والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس ص 22 ، وكشف المراد ص 280 ، وشرح المقاصد ج 2 ص 57 - 60 ، وشرح المواقف ص 465 - 470 ، ورسالة إثبات الواجب للمحقق الدواني ، وغيرها من المطولات . [2] هذا مذهب الحكماء الإلهيين ، كما نسبه إليهم الشيخ الرئيس في رسالة الفصول ، حيث قال : - بعد التعرض لمسلك الطبيعيين - : ( والإلهيون سلكوا غير هذا المسلك وتوصلوا إلى إثباته من وجوب الوجود ) انتهى كلامه في رسالة الفصول على ما نقل في شوارق الالهام ص 495 . ومن هنا يظهر ضعف كلام من زعم أن الشيخ أول من سلك هذا المنهج ، فإن كلامه في رسالة الفصول صريح في أنه تبع غيره من الإلهيين . نعم أنه أول من وسم الحكماء الإلهيين بالصديقين . [3] وأول من سماه ب ( برهان الصديقين ) هو الشيخ الرئيس ، حيث قال : ( أقول : إن هذا حكم للصديقين الذين يستشهدون به لا عليه ) . راجع شرح الإشارات ج 3 ص 66 . وقال المحقق الطوسي : ( ولما كان طريقة قومه أصدق الوجهين وسمهم بالصديقين ، فإن الصديق هو ملازم الصدق ) راجع شرح الإشارات ج 3 ص 67 .