على الاستقراء [1] . الفصل الثاني عشر في الكيفيات المحسوسة [2] ومن خاصتها أن فعلها بطريق التشبيه - أي جعل الغير شبيها بنفسها - ، كما تجعل الحرارة مجاورها حارا ، وكما يلقي السواد مثلا شبحه - أي مثاله - على العين . والكيفيات المحسوسة تنقسم إلى المبصرات ، والمسموعات ، والمذوقات ، والمشمومات ، والملموسات . والمبصرات : منها الألوان ، فالمشهور أنها كيفيات عينية موجودة في خارج الحس ، وأن البسيط منها البياض والسواد ، وباقي الألوان حاصلة من تركبهما أقساما من التركيب [3] . وقيل [4] : ( الألوان البسيطة التي هي الأصول خمسة : السواد ، والبياض ، والحمرة ، والصفرة ، والخضرة ، وباقي الألوان مركب منها ) . وقيل [5] : ( اللون كيفية خيالية لا وجود لها وراء الحس ، كالهالة وقوس قزح وغيرهما ، وهي حاصلة من أنواع اختلاط الهواء بالأجسام المشفة أو انعكاس منها ) .
[1] كما في الأسفار ج 4 ص 61 ، وشرح المواقف ص 234 ، وشرح المقاصد ج 1 ص 201 . وقد ذكر في بيان وجه الحصر في الأربعة طرق أربعة : الأول ما ذكره الرازي في المباحث المشرقية ج 1 ص 362 - 263 . والثاني والثالث والرابع ما ذكره الشيخ الرئيس في الفصل الأول من المقالة الخامسة من الفن الثاني من منطق الشفاء ، فراجع . وتعرض لها صدر المتألهين في الأسفار ج 4 ص 62 - 64 ، ثم قال : ( والكل ضعيفة متقاربة ) . [2] قال شارح المواقف في وجه تقديمها على سائر الأقسام : ( لأنها أظهر الأقسام الأربعة ) ، راجع شرح المواقف ص 235 . [3] راجع كشف المراد ص 217 - 218 . [4] والقائل هم المعتزلة على ما نقل في المحصل ص 232 . [5] والقائل بعض القدماء على ما نقل في شرح المواقف ص 253 . وتعرض له وللإجابة عليه الشيخ الرئيس في الفصل الرابع من المقالة الثالثة من الفن السادس من طبيعيات الشفاء .