الفصل الأول في أن الوجود مشترك معنوي الوجود بمفهومه مشترك معنوي يحمل على ما يحمل عليه بمعنى واحد [1] . وهو ظاهر بالرجوع إلى الذهن حينما نحمله على أشياء أو ننفيه عن أشياء ، كقولنا : ( الإنسان موجود ) ، و ( النبات موجود ) ، و ( الشمس موجودة ) ، و ( اجتماع النقيضين ليس بموجود ) ، و ( اجتماع الضدين ليس بموجود ) . وقد أجاد صدر المتألهين قدس سره ، حيث قال : ( إن كون مفهوم الوجود مشتركا بين الماهيات قريب من الأوليات ) [2] .
[1] اعلم أن البحث عن اشتراك الوجود إما لفظي وإما عقلي . أما الأول وهو البحث عن أن لغة الوجود هل هي موضوعة لمعنى واحد فلا اشتراك لفظيا أو موضوعة لمعان متعددة فيكون اللفظ مشتركا ؟ وهذا البحث من مباحث علم اللغة ولا يليق بالمباحث العقلية . وأما الثاني وهو البحث عن أن الوجود هل هو معنى واحد في جميع ما يحمل على الماهيات أم معان متعددة بحسب تعدد الماهيات . وهذا هو محل النزاع ومعركة الآراء في المقام . فذهب جمع إلى الأول ويعبر عنه بالاشتراك المعنوي للوجود ، وجمع آخر كالأشاعرة إلى الثاني ويعبر عنه بالاشتراك اللفظي للوجود . [2] راجع تعليقة صدر المتألهين على شرح حكمة الاشراق ص 182 ، وراجع الأسفار الأربعة ج 1 ص 35 . واعترف كثير من المحققين بأن كون مفهوم الوجود مشتركا بين الماهيات بديهي ، ثم استدلوا عليه تنبيها ، فراجع المباحث المشرقية ج 1 ص 18 - 22 ، وشرح المقاصد ج 1 ص 61 - 62 ، وشرح المواقف ص 90 - 92 ، وقواعد المرام ص 39 ، وكشف المراد ص 24 .