responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 279


فلا يمرّ عليه نفس يخلو فيه من الطلب . و ذلك الطلب متعلَّقه في نفس الأمر الكمال الذي هو غاية الطالب . و الغايات تتعيّن بالهمم و المقاصد و المناسبات الداعية الجاذبة . فما لم يتعيّن للإنسان وجهة يرجّحها أو مذهب أو اعتقاد يتقيّد به ، بقي حائرا قلقا . و أوّل مزيل لهذه الحيرة تعيّن المطلب المرجّح ، ثمّ معرفة الطريق الموصل ، ثمّ السبب المحصّل ، ثمّ ما يمكن الاستعانة به في تحصيل الغرض ، ثمّ معرفة العوائق و كيفية إزالتها . فإذا تعيّنت هذه الأمور ، تزول هذه الحيرة .
ثمّ إنّ حال الإنسان بعد أن يتعيّن له وجهة ، و يرجّح أمرا ما يراه الغاية ، على ضربين : إمّا يستوعبه ذلك الأمر بحيث لا يبقى فيه فضلة يطلب بها المزيد ، كما هو حال أهل الاعتقادات و النحل غالبا ، أو يبقى فيه فضلة من صحو ، فتراه مع ركونه إلى حال معيّن و أمر مخصوص يفحص أحيانا و يتلمّح ، عساه يجد ما هو أتمّ ممّا أدرك . فان وجد ما أقلقه و نبّهه ، انتقل إلى دائرة المرتبة الثانية .
و حاله في المرتبة الثانية كحاله فيما تقدّم من أنّه لا يخلو إمّا أن يكون في كلّ ما يحصل له مطمئنّا فاترا عن طلب المزيد ، أو قد بقيت فيه فضلة تمنعه من الاستقرار ، و سيّما إذا رأى المتوسّطين : قد تفرّقوا شيعا ، و كل منهم يرى أنّه المصيب و من وافقه و أنّ الغير في ضلالة . و يرى مأخذ كل طائفة و متمسّكها ، فلا يجده يقوم على ساق . و يرى الاحتمال متطرّقا و النقوض واردة ، فانّه يحار و لا يدرى أيّ المعتقدات أصوب في نفس الأمر . فلا يزال حائرا حتّى يغلب عليه آخر الأمر حكم مقام ما من المقامات التي يستند إليه بعض أهل العقائد ، فينجذب إليه و يطمئنّ ، أو يفتّق له بالعناية - أو بها و به صدقه في طلبه و جدّه في عزيمته و بذله المجهود - الحجاب ، فيصير من أهل الكشف .
و حاله في أوّل هذا المقام كحاله فيما سبق من أنّه إذا سمع المخاطبات العلية و عاين المشاهدات السنية و رأى حسن معاملة الحق معه و ما فاز به ممّا فات أكثر العالمين ، هل يستعبده بعض ذلك أو كلَّه ، أو يبقى فيه بقية من غلَّة الطلب . فينظر في قوله تعالى ، * ( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَه الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِه ما يَشاءُ إِنَّه عَلِيٌّ حَكِيمٌ ، و في

279

نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست