< فهرس الموضوعات > نبوت و معرفت داود به محض امتنان بود ( ف - ع ) < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > حق از داود در مقابل اين موهبت و امتنان چيزي نخواست ( ع ) < / فهرس الموضوعات > تحقّق وجود اللازم إنّما هو بتحقّق وجود الملزوم ، لا بالعكس و هذا ظاهر .
و لمّا كانتا من اختصاص إلهى ، لم يطلب منهم عليهما جزاء و لا شكورا . و إن وقع الشكر منهم دائما ، و أتوا بالأعمال الصالحات في مقابلتهما ، فليس ذلك مطلوبا بالقصد الأوّل من الاختصاص ، و لا هم مطالبون بذلك عوضا عنهما .
چون مرتبهء نبوّت و منصب رسالت اختصاصيست الهى و موهبتيست از مواهب نامتناهى - نه جزائى مترتّب بر عملى سابق ، و نه عطائى منبعث از توقّع شكر و عبادتى لاحق - و همچنين اكثر عطياتى كه متفرّع است بر آن فايض است از محض فضل و إحسان و كمال رحمت و امتنان ، شيخ رضى الله عنه در اين حكمت به بعضى از آنها كه نسبت با داود عليه السلام به وصول رسيده است و به حصول انجاميده اشاره مىفرمايد و مىگويد ، وهب الله سبحانه لداود فضلا ، أي على وجه التفضّل و الامتنان ، معرفة متعلَّقة به ، بذاته و صفاته و أفعاله ، معرفة لا يقتضيها عمله من أنواع العبادات و أصناف المبرّات .
فلو اقتضاها ، أي تلك المعرفة ، عمله عليه السلام - كما قال النبي صلَّى الله عليه و سلَّم ، « من عمل بما علم ، ورّثه الله علم ما لم يعلم » - لكانت تلك المعرفة جزاء ، لا هبة و عطاء . و قد سبق أنّ النبوّة و الرسالة اختصاص إلهى ، لا مدخل فيهما للكسب و التعمّل ، و كذلك أكثر ما يترتّب عليهما من المواهب و العطايا .
و كذلك وهب الله سبحانه له ، أي لداود ، سليمان عليه السلام ، ليكون تتمّة في كماله في خلافته ، فقال تعالى ، « وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ » .
و بقي قوله تعالى ، « وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا » في محلّ التوقّف ، حيث لم يصرّح فيه بالهبة و لا بما يقابلها . هل هذا العطاء المعبّر عنه ب « إيتاء الفضل » عطاء جزاء لعمله ، فيكون فضلا على مثل العمل - كقوله تعالى ، « من جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَه عَشْرُ أَمْثالِها » - أو هو عطاء بمعنى الهبة ، غير مترتّب على عمل و لا مطلوب منه جزاء ؟ لكنّ الظاهر هو الثاني ، لأنّه تعالى ذكر أنّه آتى داود فضلا ، و لم يذكر أنّه أعطاه ما أعطاه جزاء لعمله . و لم يطلب منه جزاء على ذلك

234