و الثالث المضيء بالذات بضوء هو عينه ، كضوء الشمس ، فانّه مضيء بذاته ، لا بضوء زائد على ذاته . فهذا أعلى و أقوى ما يتصوّر في كون الشيء مضيئا . فان قيل ، كيف يوصف الضوء بأنّه مضيء مع أنّ معنى المضيء كما يتبادر الى الأفهام ما قام به الضوء ؟ قلنا ، ذلك المعنى هو الذي يتعارفه العامّة ، و قد وضع له لفظ « المضيء » في اللغة ، و ليس كلامنا فيه ، فانّا إذا قلنا ، الضوء مضيء بذاته ، لم نرد أنّه قام به ضوء آخر ، فصار مضيئا بذلك الضوء ، بل أردنا به أنّ ما كان حاصلا لكلّ واحد من المضيء بالغير و المضيء بضوء هو غيره - أعنى الظهور على الأبصار بسبب الضوء - فهو حاصل للضوء في نفسه بحسب ذاته ، لا بأمر زائد على ذاته . بل الظهور في الضوء أقوى و أكمل ، فانّه ظاهر بذاته ظهورا تامّا لاخفاء فيه أصلا و مظهر لغيره على حسب قابليته للظهور . و إذا انكشف لك حال هذه المراتب في الأمور المحسوسة ، فقس عليها حالها في الأمور المعنويّة المعقولة . و پوشيده نماند كه اكمل مراتب وجود [ 5 ] مرتبهء سيم است ، و فطرت سليمه جازم است به آن كه واجب تعالى مىبايد كه بر اكمل مراتب وجود باشد . پس حقيقت واجب تعالى عين وجود وى باشد .